154

Revolución de la poesía moderna desde Baudelaire hasta la época actual (Parte I): El estudio

ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة

Géneros

أنصت يا ولدي للصمت؛

صمت متموج،

صمت،

تنزلق الوديان خلاله

والأصداء،

ويذل جباها

فوق الأرض.

فالصمت لا يمحو هول تلك الصرخة المخيفة التي سمعناها تتردد في القصيدة السابقة بل لعله يزيده رهبة إذ يولد هولا جديدا هو هول الصمت الذي تنزلق الوديان والأصداء خلاله ويضغط الجباه على الأرض.

وهو كذلك في قصيده «مرثية الصمت» يجعل من الصمت تعبيرا هامسا عن القلق ويصفه بأنه «شبح الانسجام ودخان من الشكوى» لأنه يحمل «عذابا سحيق القدم وصدى الصرخات التي انطفأت إلى الأبد». وهو في إحدى قصائده المتأخرة وهي قصيدة بانوراما عمياء لنيويورك يتحدث في إيقاع حر عن مضمونات لا تكاد تمت بصلة للعنوان الذي وضعه لها. ويسأل القارئ نفسه بعد قراءتها: أين هو الألم العظيم المطلق؟ ليس له وجود في المدن الضخمة الهائلة؛ مدن الدم والشقاء، ولا على الأرض «ذات الأبواب المتشابهة دائما، التي تؤدي إلى احمرار الثمار»، ولا هو في أصوات الناس، إنما الأسنان هي الموجودة وحدها، ولكنها أسنان «يتحتم عليها أن تصمت في العشب الأسود.» وكأني بلوركا يتحدث عن ذلك القلق الذي يقلقه ألا يجد غذاءه من الألم والعذاب، وعن الخوف الذي لم يعد يخاف شيئا كما يخاف الخوف نفسه.

وعلى نحو آخر يتكلم شاعر مثل «إلوار» عن القلق في قصيدة الشر (من ديوانه الحياة المباشرة 1932م).

Página desconocida