Revolución del Islam y el Héroe de los Profetas: Abu al-Qasim Muhammad ibn Abdullah
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Géneros
2
ثم نبا به المقام بمكة أيضا ... (المضاف والمنسوب، ص101، ج1) والذي يتبرأ منك لثلمة في شرفه بسببك هو الذي يبادر إلى تعضيدك والهتاف لك ومشايعتك إذا رقيت درجات المجد (حديث حاتم طيء وبني لام، ص99، ج16، الأغاني)، فالدافع له في الحالتين هو المنفعة المؤكدة أو المؤملة؛ فالناجح محبوب مقبول، والخائب مبغوض مرذول.
وكان كثير من مظاهر الفضيلة فيهم مصطنعا مفتعلا مزيفا؛ فلم يطبقوا قواعد حلف الفضول على النبي
صلى الله عليه وسلم
وداسوا في حقه كل مكرمة نسبت بالزور إليهم، وهجاه رجالهم ونساؤهم، ولم يتعرض لهم أحد مع أنهم كانوا يعاقبون الهاجي بقطع لسانه (ص91، طبقات الشعراء لابن سلام).
غير أن هؤلاء الأعراب لم يكونوا يجتمعون إلا على الهجوم والدفاع، أما في السلم فالتمر واللبن والكبد والسنام والخمر التي تعتلج في الجوف والمرأة والشعر تحت الخيام، فلا علم ولا أدب ولا إحسان منظم ولا علاج في مستشفى ولا تعاون ولا جمعية خيرية ولا محاكم ولا سجون ولا إصلاحيات ولا ملاجئ للشيوخ أو الأطفال، بل يجرجر المجذوم داءه، والفقير فاقته، والجريح جرحه، والمرأة الجائعة عيالها، كما روي: فلما تهورت النجوم، إذا شيء قد رفع كسر البيت ثم عاد، فقال حاتم: من هذا؟ قالت: جارتك فلانة أتيتك من عند صبية يتعاوون عواء الذئاب، فما وجدت معولا إلا عليك يا أبا عدي! فقال: أعجليهم فقد أشبعهم الله. فأقبلت المرأة تحمل اثنين ويمشي بجانبها أربعة كأنها نعامة حولها رئالها (العقد الفريد، ص108، ج1).
ولكن من هذا الجار الكريم؟ هو حاتم طيء أجود كرام العرب، وهو الذي طلقته امرأته ماوية لجوده (ذيل الأمالي، ص153).
وهو الذي يقول مدافعا عن أريحيته:
ولا تقولي لمال كنت مهلكه
مهلا وإن كنت أعطي السهل والجبلا
Página desconocida