Revolución del Islam y el Héroe de los Profetas: Abu al-Qasim Muhammad ibn Abdullah
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Géneros
وتركها يعفي عليها النسيان وتنعي من بناها ومن دخلها وتآمر فيها، ولم يكترث الرسول بعد الفتح إلا لتقرير حرمة البلدة؛ فخطب في 10 رمضان سنة 8ه فقال
صلى الله عليه وسلم : «إن الله قد حرم مكة يوم خلق السموات والأرض؛ فهي حرام إلى يوم القيامة، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار، ثم رجعت كحرمتها بالأمس، فليبلغ شاهدكم غائبكم، ولا يحل لنا من غنائمها شيء.»
وأقام بها خمس عشرة ليلة يصلي ركعتين، ثم غادرها إلى حنين لمواصلة الجهاد في سبيل دين الله.
خلال البدوي التي تجلت في الجاهلية
اشتهر العربي ابن الصحراء - أي البدوي - بالشجاعة والكرم والتقوى وحب الانتقام والأخذ بالثأر والقسوة، ويصفه بوركهارت «بالخمول العقلي ما لم يحركه الحب أو الحرب، فإذا فلت إلى قلب الحضارة فإنه يفتك بها تقتيلا وإحراقا،
1
وأن أعداء العرب يدعون أن سكان الأندلس النبلاء كانت تجري في عروقهم دماء قوطية وتيوتونية، وأن عصر الرشيد لم يزدهر إلا بفعل أسرة البرامكة التي من عباد زرادشت فنظموا في الدولة ما نظموا، فحسدهم هارون وخشي على ملكه من سطوتهم فغدر بهم وقضى عليهم.
وأن العربي عاجز عن تأسيس شيء له استقرار وثبات، ولكنه قنوع قليل المطالب محب لأهله ووطنه، سريع التأثر بهداية الرسل والأنبياء، قريب الطاعة إلى الله، يبادر إلى أوامره وينفر من نواهيه، وهو في الحالتين خاضع بذل إلى خالقه.
لكن تجد الناقد الأوروبي وإن اطمئن إلى قناعة العربي العظيم، فهو يزعم أن معنى تلك القناعة أن الدنيا لا قيمة لها، وليس فيها ما يكترث له؛ أما قناعة الأوروبي العظيم مثل عمانويل كانط فعلتها أن عقله القادر على الإحاطة بكل شيء يملك بجوهره كل شيء، ولأنه يشعر أنه قد انطوى فيه العالم الأكبر، وهذا هو الفرق بينهما.»
ولكن هؤلاء المنتقصين للأعراب وطبيعتهم ومعتقداتهم وخلالهم لا يملكون أن يقللوا من قدر شجاعة العربي حيال الموت
Página desconocida