وإن قرأ سجدة سبحان الله قال: اللهم اجعلني من الباكين إليك، الخاشعين لك.
وإن قرأ هذه الآية قال: اللهم اجعلني من عبادك المنعم عليهم المهتدين، الساجدين لك، الباكين عند تلاوة آياتك.
والمذهب يسبح فيها بما يسبح في سجود الصلاة.
قوله تعالى:
{وإن منكم إلا واردها}
استحسنا ذكر ما قيل في ذلك بيانا لما اشتبه.
وقد اختلف علماء التفسير في المراد فقيل: هذا يختص بالمشركين فيكون المعنى بينا :وهذا مروي عن عكرمة, والأصم، والقاضي.
وقوله تعالى: {ثم ننجي الذين اتقوا}
ابتداء وليس بعطف، أي ننجيهم من الدخول، نظيره: {ثم كان من الذين آمنوا}
وقيل: هو عام، ثم اختلفوا على أقوال:
فقيل: أراد بالورود الدخول، ولهذا قال تعالى: {ثم ننجي الذين اتقوا} لكن يردها المؤمن جامدة فيعبر بها، وتنهار بغيرهم.
وعن ابن عباس: يردونها كأنها إهالة وروي دواية (1) وهي الجليدة التي تعلوا المرق.
وروي أن جابرا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال -عليه السلام-: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة قال بعضهم لبعض أليس قد وعدنا ربنا أن نرد النار، فيقال لهم قد وردتموها وهي جامدة)).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم)).
وأما قوله تعالى: {أولئك عنها مبعدون} فالمراد من عذابها.
قال ابن مسعود، والحسن، وقتادة: الورود :الجواز على الصراط.
وعن ابن عباس: قد يرد الشيء الشيء وإن لم يدخله، كقوله تعالى: {ولما ورد ماء مدين}.
وعن مجاهد: ورود المؤمن النار هو مس الحما جسده في الدنيا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الحمى من فيح جهنم)).
وقال -عليه السلام-: ((الحمى حظ كل مؤمن من النار)).
Página 201