وقيل: تنوبه الله تعالى بذكره (1)لطاعته ، وقيل: ذكره في صلاة هذه الأمة، عند قوله: كما صليت على إبراهيم، ولهذه الجملة ثمرات وهي: أن هذه نعم من الله سبحانه يجب على من اتفق له شيء من ذلك أن يشكر عليه.
وقوله تعالى:{ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}.
قال جار الله: ثم ههنا فيها من تعظيم رسول الله ما في قوله تعالى:{فغشيهم من اليم ما غشيهم} والمعنى وأجل ما أولاك من النعم إتباع محمد لك من حيث أنها دلت على تباعد هذا النعت في المرتبة من بين سائر النعوت؛ لأن ثم للبعد، والمراد بالإتباع: في دين الإسلام :عن الأصم.
وقيل: من دوام العبادة والتوحيد، والبراءة من الشرك لا جميع شريعته؛ لأنه قد نسخ بعضها، وإنما اتبع الأفضل المفضول لسبق المفضول إلى الحق.
ولقائل أن يقول: يستخرج من هذا أن الراتب في إمامة الصلاة أحق بالإتباع من الأفضل منه لسبقه إلى الحق.
أما لو جاء الإمام الأعظم :فقال الإمام محمد بن المطهر: والراتب أحق.
وقال الإمام يحيى بن حمزة وأصحاب الشافعي : الإمام الأعظم أحق؛ لأن سلطانه فوق سلطان الراتب، وقد قال -عليه السلام-: ((لا يؤم ذو سلطان في سلطانه)).
قوله تعالى:
{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}
قوله تعالى: {بالحكمة}
قيل: أراد بالمقالة المحكمة، وقيل: بالقرآن،
وقوله تعالى: {والموعظة الحسنة}
يعني التي لا يخفى عليهم أنك تنصحهم بها، وتريد نفعهم، ويجوز أن يريد بالقرآن، أي : ادعهم بالقرآن، الذي هو حكمة وموعظة، :ذكره جار الله.
وقيل: بالرفق والقول اللين وقوله تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن )قيل أراد أحسن الحجج وأثبتها وأظهرها وقيل بالرفق واللين من غير فضاضة، ولا تعنيف.
Página 145