274

Thabt

المجلد الأول من ثبت عمر بن أحمد بن علي الشماع - مخطوط

Géneros

(340) -[-10] ثنا سوار بن مصعب، عن المنهال يعني ابن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب، رضي الله عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، وقعد وقعدنا كأن على رءوسنا الطير، فنكس ينكت في الأرض، ثم رفع رأسه محمر الوجه، وهو يقول: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر "، ثلاثا، ثم أنشأ يحدثنا، قال: " إن المؤمن إذا كان في قبل من الآخرة، وانقطاع من الدنيا نزلت إليه ملائكة وجوههم كالشمس، معهم أكفان من ثياب الجنة، فقعدوا منه مد البصر حتى إذا خرج روحه تلقوه، فصلى عليه كل ملك في السماء وكل ملك في الأرض، وفتح له كل باب من أبواب السماء، فما منها من باب إلا يحب أن يدخل به منه، فيصعد به ملك ويقول: اللهم إن هذا فلانا قد توفينا نفسه، فيقول الله عز وجل: أعيدوه فإنا قد وعدناهم أن منها خلقناهم وفيها نعيدهم فإنه ليسمع خفق نعالهم وهم مدبرون، ثم يقال له: يا هذا، من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: الله ربي، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فينادي به مناد من السماء، أن صدق أو صدقته، فافرشوا له من فرش الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، وأروه مكانه من الجنة، فيفرش له فرش من الجنة، ويفتح له باب من الجنة، ويرى مكانه من الجنة، ثم يأتيه آت من ربه عز وجل فيقول: يا هذا أبشر برحمة من الله ورضوان وجنات لك فيها نعيم مقيم، فيقول: من أنت؟ لك الخير، لوجهك لوجه يأتي بخير، فيقول: أنا عملك الصالح، أما والله ما علمتك إلا سريعا في طاعة الله، بطيئا عن معصية الله، فجزاك الله خيرا، فيقول: وإياك، قال: فإنه لرافع يده ينادي : اللهم عجل قيام الساعة، ليرجع إلى أهله وما له في الجنة، ثم تلا: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا} إلى آخر الآية، وإن المنافق، أو الفاجر إذا كان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا، نزلت إليه ملائكة عليهم سرابيل من قطران، وثياب من نار، فأقعدوه قاعدا، ثم انتشطوا نفسه كما يخرج السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل، حتى إنه ليخرج معه العصب والعروق فيلعنه كل ملك في السماء وكل ملك في الأرض، ويغلق دونه كل باب في السماء وما منها من باب إلا يكره أن يدخل منه، ثم تلا: {لا تفتح لهم أبواب السماء} عند الموت {ولا يدخلون الجنة} يوم القيامة {حتى يلج الجمل في سم الخياط} إلى آخر الآية، فيصعد الملك ثم يقول: اللهم إن هذا فلانا قد توفينا نفسه، فيقول الله عز وجل: أعيدوه فإنا قد وعدناهم أن منها خلقناهم وفيها نعيدهم، فإنه ليسمع خفق نعالهم وهم مدبرون، ثم يقال: يا هذا من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: لا أدري، فيناديه مناد من السماء: أن لا دريت، فافرشوا له لوحين من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، وأروه مكانه من النار، فيفرش له لوحين من النار، ويفتح له باب من النار، ويرى مكانه من النار، ثم يقيض له أصم أبكم أعمى، فيضربه ضربة يتحول منه حممة، ثم يعاد، فيصيح صيحة حتى يسمع أهل السماء وأهل الأرض إلا الثقلين الجن والإنس "، فقلت للبراء: أرأيت الذي يقيض له أصم أبكم، أملك هو أم شيطان؟ قال: كنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أشد توقيرا من أن نسأله أملك هو أم شيطان؟ " ثم يأتيه آت من ربه عز وجل يبشره، فيقول: أبشر بسخط من الله وعذاب، فيقول: من أنت؟ لك الشر، ووجهك وجه يخبر بشر، فيقول: أنا عملك السيئ، أما والله ما علمتك إلا بطيئا في طاعة الله سريعا في معصية الله، فجزاك الله شرا، فيقول: وإياك، ثم تلا هذه الآية: {ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء} "

Página 342