تبسيط العقائد الإسلامية
تبسيط العقائد الإسلامية
Editorial
دار الندوة الجديدة
Edición
الخامسة
Año de publicación
١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
Ubicación del editor
بيروت - لبنان
Géneros
وقال ابن كثير في معنى قوله تعالى:
﴿أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكمًا لقومٍ يوقنون﴾ [النساء: ٦٥].
ينكر تعالى على من خرج من حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر، وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم (جنكيزخان) الذي وضع لهم الباسق: وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى: من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها، وفيها كثير من الأحكام أخذها مجرد نظرة وهواه فصارت في بنيه شرعًا متبعًا يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير (١).
وبذلك ندرك خطورة ما عليه الناس اليوم فإنهم جميعًا إلا من رحمه الله تعالى، قد انصرفوا إلى الأخذ من كل منهل غير الإسلام، وارتضوا كل تشريع إلا تشريع الله ورسوله، وحكموا بغير ما أنزل الله راضين مستسلمين حانعين أذلاء متسولين. فبماذا يحكم ابن كثير عليهم وقد حكم على من هم أقل منهم انحرافًا بالكفر والقتل؟؟.
سبحانك اللهم حول أمتنا إلى ربها ودينها ورسولها لتستحق نصرك وتأييدك. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على المختار رحمة لسائر المخلوقات، وعلى آله وصحبه أولي الفضل والمكرمات.
(١) تفسير ابن كثير جـ ١ ص ٥٢٠.
1 / 264