222

Taysir Bi Sharh

التيسير بشرح الجامع الصغير

Editorial

مكتبة الإمام الشافعي

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Ubicación del editor

الرياض

وغضبي (وَأَسْأَلك الْقَصْد) أَي التَّوَسُّط (فِي الْغنى والفقر) وَهُوَ الَّذِي لَا إِسْرَاف مَعَه وَلَا تقتير (وَأَسْأَلك نعيما لَا ينْفد) لَا يَنْقَضِي وَذَلِكَ لَيْسَ إِلَّا نعيم الْآخِرَة (وَأَسْأَلك قرّة عين) بِكَثْرَة النَّسْل المستمر بعدِي أَو بالمحافظة على الصَّلَاة (لَا تَنْقَطِع بل تستمر مَا بقيت الدُّنْيَا (وَأَسْأَلك الرِّضَا بِالْقضَاءِ) لَا تَلقاهُ بِوَجْه منبسط وخاطر منشرح (وَأَسْأَلك برد الْعَيْش بعد الْمَوْت) أَي الْفَوْز بالتجلي الذاتي الأبدي الَّذِي لَا حجاب بعده (وَأَسْأَلك لَذَّة النّظر إِلَى وَجهك والشوق إِلَى لقائك فِي غير ضراء مضرَّة وَلَا فتْنَة مضلة) أَي موقعة فِي الْحيرَة مفضية إِلَى الْهَلَاك (اللَّهُمَّ زينا بزينة الْإِيمَان) وَهِي زِينَة الْبَاطِن وَلَا معوّل إِلَّا عَلَيْهَا (واجعلنا هداة مهتدين) وصف الهداة بالمهتدين لأنّ الْهَادِي إِذا لم يكن مهتديا فِي نَفسه لَا يصلح كَونه هاديا لغيره لِأَنَّهُ يُوقع الْخلق فِي الضلال (ق ك عَن عمار بن يَاسر)
(اللَّهُمَّ رب جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وَرب إسْرَافيل أعوذ بك من حرّ النَّار) نَار جَهَنَّم (وَمن عَذَاب الْقَبْر) خص هَؤُلَاءِ الْأَمْلَاك لانتظام هَذَا الْوُجُود بهم فَإِنَّهُم المدبرون لَهُ (ن عَن عَائِشَة) وَرَوَاهُ عَنْهَا أَحْمد أَيْضا
(اللَّهُمَّ أَنِّي أعوذ بك من غَلَبَة الدّين) ثقله وشدّته وَذَاكَ حَيْثُ لَا قدرَة على وفائه سِيمَا مَعَ الطّلب (وَغَلَبَة العدوّ) هُوَ من يفرح بمصيبته ويحزن بمسرته (وشماتة الْأَعْدَاء) فَرَحهمْ ببلية تنزل بعدوهم (ن ك عَن ابْن عمر
(اللَّهُمَّ أَنِّي أعوذ بك من غَلَبَة الدّين وَغَلَبَة الْعَدو وَمن بوار الأيم) أَي كسادها والأيم من لَا زوج لَهَا بكرا أَو ثَيِّبًا وبوارها أَن لَا يرغب فِيهَا أحد (وَمن فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال) الَّتِي لَا فتْنَة أكبر مِنْهَا (قطّ فِي الْإِفْرَاد طب عَن ابْن عَبَّاس) وَفِيه عباد بن زَكَرِيَّا مَجْهُول وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات
(اللَّهُمَّ أَنِّي أعوذ بك من التردي) السُّقُوط وَمن عَال كشاهق أَو فِي بِئْر (وَالْهدم) بِسُكُون الدَّال سُقُوط الْبناء على الْإِنْسَان وروى بِالْفَتْح وَهُوَ اسْم مَا انْهَدم مِنْهُ (وَالْغَرق) بِكَسْر الرَّاء كفرح الْمَوْت بِالْغَرَقِ وَقيل بِفَتْح الرَّاء (والحرق) بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء الالتهاب بالنَّار استعاذ مِنْهَا مَعَ مَا فِيهَا من نيل الشَّهَادَة لِأَنَّهَا فظيعة مقلقة لَا يثبت الْمَرْء عِنْدهَا فَرُبمَا استزله الشَّيْطَان فأخل بِدِينِهِ (وَأَعُوذ بك أَن يتخبطني الشَّيْطَان) يفْسد ديني أَو عَقْلِي (عِنْد الْمَوْت) بنزغاته الَّتِي تزل بهَا الْأَقْدَام وتصرع الْعُقُول والأحلام (وَأَعُوذ بك أَن أَمُوت فِي سَبِيلك مُدبرا) أَو عَن قتال الْكفَّار حَيْثُ حرم الْفِرَار (وَأَعُوذ بك أَن أَمُوت لذيعا) بدال مُهْملَة وغين مُعْجمَة فعيل بِمَعْنى مفعول واللدغ يسْتَعْمل فِي ذَوَات السمّ (ن ك عَن أبي الْيُسْر) واسْمه كَعْب بن عَمْرو وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا أَبُو دَاوُد وَغَيره
(اللَّهُمَّ أَنِّي أعوذ بِوَجْهِك الْكَرِيم) مجَاز عَن ذَاته ﷿ (واسمك الْعَظِيم) أَي الْأَعْظَم من كل شَيْء (من الْكفْر والفقر) فقر المَال أَو فقر النَّفس على مَا مرّ وَذَا تَعْلِيم لأمته (طب فِي السّنة عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر) الصّديق وَفِيه من لَا يعرف
(اللَّهُمَّ لَا يدركني) أَي أَسأَلك أَن لَا يلحقني وَلَا يصل إليّ (زمَان) أَي عصر أَو وَقت (وَلَا تدركوا زَمَانا) يَعْنِي وأسأل الله أَن لَا تدركوا زَمَانا (لَا يتبع فِيهِ الْعَلِيم) أَي لَا ينقاد أهل ذَلِك الزَّمَان إِلَى الْعلمَاء ويتبعونهم فِيمَا يَقُولُونَ أَنه الشَّرْع (وَلَا يستحيا فِيهِ من الْحَلِيم) بِاللَّامِ أَي الْعَاقِل المتثبت فِي الْأُمُور (قُلُوبهم) يَعْنِي قُلُوب أهل ذَلِك الزَّمَان (قُلُوب الْأَعَاجِم) أَي كقلوبهم بعيدَة من الخلاق مَمْلُوءَة من الرِّيَاء والنفاق (وألسنتهم أَلْسِنَة الْعَرَب) متشدقون متفصحون يتلونون فِي الْمذَاهب ويزوغون كالثعالب (حم عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ (ك عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد ضَعَّفُوهُ
(اللَّهُمَّ ارْحَمْ خلفائي
قَوْله ق كَذَا بِخَطِّهِ وَالَّذِي فِي النّسخ ن ك أهـ هَامِش

1 / 223