209

Taysir Bi Sharh

التيسير بشرح الجامع الصغير

Editorial

مكتبة الإمام الشافعي

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Ubicación del editor

الرياض

أَو العمرين (واجعلهما الْوَارِث مني) اسْتِعَارَة من وَارِث الْمَيِّت لِأَنَّهُ يبْقى بعد فنائه (وَانْصُرْنِي على من ظَلَمَنِي) بغى عَليّ (وَخذ مِنْهُ بثاري) أَشَارَ بِهِ إِلَى قوّة الْمُخَالفين حثا على تَصْحِيح الالتجاء والصدق فِي الرَّغْبَة (ت ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَالْبَيْهَقِيّ عَن جرير
(اللَّهُمَّ حبب الْمَوْت إِلَى من يعلم أَنِّي رَسُولك) لِأَن النَّفس إِذا أحبت الْمَوْت أنست بربها ورسخ يقينها فِي قَلبهَا وَإِذا نفرت مِنْهُ نفر الْيَقِين فَانْحَطَّ من دَرَجَات الْمُتَّقِينَ (طب عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ) ضَعِيف لضعف اسمعيل بن مُحَمَّد بن عَيَّاش
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك غناي وغنى مولَايَ) أقاربي وعصابتي وأنصاري وأتباعي وأصهاري وأحبائي (طب عَن أبي صرمة) بِكَسْر الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء الْأنْصَارِيّ واسْمه مَالك بن قيس أَو قيس بن صرمة
(اللَّهُمَّ اجْعَل فنَاء أمتِي) أمة الدعْوَة وَقيل بل الْإِجَابَة (قتلا فِي سَبِيلك) أَي قتال أعدائك لإعلاء دينك (بالطعن) بِالرُّمْحِ (والطاعون) وخز أعدائهم من الْجِنّ أَي اجْعَل فنَاء غالبهم بِهَذَيْنِ أَو بِأَحَدِهِمَا دَعَا لَهُم فاستجيب لَهُ فِي الْبَعْض أَو أَرَادَ طَائِفَة مَخْصُوصَة أَو صفة مَخْصُوصَة (حم طب عَن أبي بردة) أخي أبي مُوسَى (الْأَشْعَرِيّ) صَححهُ الْحَاكِم وأقرّوه
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك) أطلب مِنْك (رَحْمَة) أَي عَظِيمَة كَمَا أَفَادَهُ تنكيره (من عنْدك) أَي ابْتِدَاء مِمَّن غير سَبَب (تهدي) ترشد (بهَا قلبِي) إِلَيْك وتقربه لديك وَخَصه لِأَنَّهُ مَحل الْعقل ومناط التجلي (وَتجمع بهَا أَمْرِي) تضمه بِحَيْثُ لَا أحتاج إِلَى غَيْرك (وتلم) تجمع (بهَا شعثي) مَا تفرّق من أَمْرِي (وَتصْلح بهَا غائبي) مَا غَابَ عني أَي باطني بِكَمَال الْإِيمَان والأخلاق الحسان والملكات الفاضلة (وترفع بهَا شَاهِدي) ظاهري بِالْعَمَلِ الصَّالح والخلال الحميدة (وتزكي بهَا عَمَلي) تزيده وتنميه وتطهره من الرِّيَاء والسمعة (وتلهمني بهَا رشدي) تهديني بهَا إِلَى مَا يرضيك ويقرّبني إِلَيْك (وَترد بهَا ألفتي) بِضَم الْهمزَة وتكسر أَي أليفي أَو مألوفي أَي مَا كنت آلفه (وتعصمني) تمنعني وتحفظني (بهَا من كل سوء) أَي تصرفني عَنهُ وتصرفه عني (اللَّهُمَّ أَعْطِنِي إِيمَانًا ويقينا لَيْسَ بعده كفر) فإنّ الْقلب إِذا تمكن مِنْهُ نور الْيَقِين انزاح عَنهُ ظلام الشَّك وغيم الريب (وَرَحْمَة) عَظِيمَة (أنال بهَا شرف كرامتك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة) علو الْقدر فيهمَا (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْفَوْر فِي الْقَضَاء) أَي الْفَوْز باللطف فِيهِ (وَنزل) بالضمتين (الشُّهَدَاء) أَي منزلهم فِي الْجنَّة أَو درجتهم فِي الْقرب مِنْك لِأَنَّهُ مَحل الْمُنعم عَلَيْهِم وَهُوَ وَإِن كَانَ أعظم ومنزله أوفى وأفخم لكنه ذكره للتشريع (وعيش السُّعَدَاء) الَّذين قدرت لَهُم السَّعَادَة الأخروية (والنصر على الْأَعْدَاء) الظفر بأعداء الدّين (اللَّهُمَّ إِنِّي أنزل) بِالضَّمِّ أحل (بك حَاجَتي) أَي أَسأَلك قَضَاء مَا أحتاجه من أَمر الدَّاريْنِ (فَإِن قصر) بِالتَّشْدِيدِ عجز (رَأْيِي) عَن إِدْرَاك مَا هُوَ أنجح وَأصْلح (وَضعف عَمَلي) عبادتي عَن بُلُوغ مَرَاتِب الْكَمَال (افْتَقَرت إِلَى رحمتك) أَي احتجت فِي بُلُوغ ذَلِك إِلَى شمولي بِرَحْمَتك الَّتِي وسعت كل شَيْء (فأسألك) أَي فبسب ضعْفي وافتقاري أطلب مِنْك (يَا قَاضِي الْأُمُور) حاكمها ومحكمها (وَيَا شافي) مداوي (الصُّدُور) الْقُلُوب من أمراضها الَّتِي إِن توالت عَلَيْهَا أهلكتها هَلَاك الْأَبَد (كَمَا تجير) تفصل وتحجز (بَين البحور) تمنع أَحدهَا من الِاخْتِلَاط بِالْآخرِ مَعَ الِاتِّصَال (أَن تجيرني) تمنعني (من عَذَاب السعير) بِأَن تحجزه عني وتمنعه مني (وَمن دَعْوَة الثبور) النداء بِالْهَلَاكِ (وَمن فتْنَة الْقُبُور) بِأَن ترزقني الثَّبَات عِنْد سُؤال مُنكر وَنَكِير (اللَّهُمَّ مَا قصر عَنهُ رَأْيِي) أَي اجتهادي فِي تدبيري (وَلم تبلغه نيتي) أَي

1 / 210