494

La Facilitación del Noble Benefactor en Explicación del Libro de la Unicidad

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

Editor

زهير الشاويش

Editorial

المكتب الاسلامي،بيروت

Edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

Ubicación del editor

دمشق

تعال نتحاكم إلى عمر بن الخطاب فقال اليهودي لعمر: قضى لنا رسول الله ﷺ فلم يرض بقضائه. فقال للمنافق: أكذلك؟ قال نعم، فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما، فدخل عمر فاشتمل على سيفه، ثم خرج فضرب عنق المنافق حتى برد، ثم قال: هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله، فنَزلت.
وروى الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، هذه القصة عن مكحول وقال في آخرها: فأتى جبريل ﵇ رسول الله ﷺ فقال: إن عمر قد قتل الرجل، وفرق الله بين الحق والباطل على لسان عمر، فسمي الفاروق. ورواه أبو إسحاق بن دحيم في تفسيره على ما ذكره شيخ الإسلام، وابن كثير، ورواه ابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود، وذكر القصة، وفيه: فقال رسول الله ﷺ "ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن" فأنزل الله ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ...﴾ الآية،١ فهدر دم ذلك الرجل وبرئ عمر من قتله، فكره الله أن يسن ذلك بعد، فقال: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ.. .﴾ ٢ إلى قوله: ﴿وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾ ٣.
وبالجملة فهذه القصة مشهورة متداولة بين السلف والخلف تداولًا يغني عن الإسناد، ولها طرق كثيرة، ولا يضرها ضعف إسنادها.
وكعب بن الأشرف المذكور هنا هو طاغوت من رؤساء اليهود وعلمائهم، ذكر ابن إسحاق وغيره أنه كان موادعًا للنبي ﷺ في جملة من وادعه من يهود المدينة، وكان عربيًا من بني طيئ وكانت أمه من بني النضير قالوا: فلما قتل أهل بدر، شق ذلك عليه، وذهب إلى مكة ورثاهم لقريش، وفضل دين الجاهلية على دين الإسلام حتى أنزل الله فيه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾ ٤. ثم لما رجع إلى المدينة أخذ ينشد الأشعار يهجو بها

١ سورة النساء آية: ٦٥.
٢ سورة النساء آية: ٦٦.
٣ سورة النساء آية: ٦٦.
٤ سورة النساء آية: ٥١.

1 / 496