103

La Facilitación del Noble Benefactor en Explicación del Libro de la Unicidad

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

Investigador

زهير الشاويش

Editorial

المكتب الاسلامي،بيروت

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

Ubicación del editor

دمشق

ليست من خصائصه; فلماذا تمنى بعض الصحابة أن يكون له ذلك؟ قيل الجواب كما قال شيخ الإسلام أن في ذلك شهادة النبي ﷺ لعلي بإيمانه باطنًا وظاهرًا، وإثبات لموالاته لله ورسوله، ووجوب موالاة المؤمنين له، وإذا شهد النبي ﷺ لمعين بشهادة أو دعا له بدعاء أحب كثير من الناس أن يكون له مثل تلك الشهادة، ومثل ذلك الدعاء، وإن كان النبي ﷺ يشهد بذلك لخلق كثير ويدعو به لخلق كثير، وكان تعيينه لذلك المعين من أعظم فضائله ومناقبه، وهذا كالشهادة بالجنة لثابت بن قيس، وعبد الله بن سلام وغيرهما، - وإن كان قد شهد بالجنة لآخرين ـ، والشهادة لمحبة الله ورسوله للذي ضرب في الخمر. قلت: وفي هذه الجملة أيضًا حرص الصحابة على الخير. قوله: فقال: "أين علي بن أبي طالب؟ ". قال بعضهم: كأنه ﷺ استبعد غيبته عن حضرته في مثل ذلك الموطن، لا سيما وقد قال: "لأعطين الراية"، إلى آخره وقد حضر الناس وكلهم طمع بأن يكون هو الذي يفوز بذلك الوعد. وفيه سؤال الإمام عن رعيته وتفقده أحوالهم وسؤاله عنهم في مجامع الخير. قوله: (فقيل له: هو يشتكي عينيه)، أي: من الرمد كما في " صحيح مسلم " عن سعد بن أبي وقاص فقال: "ادعوا لي عليًا، فأتي به أرمد فبصق في عينيه" ١. قوله: قال: "فأرسلوا إليه". بهمزة قطع، أمر من الإرسال، أمرهم بأن يرسلوا إليه فيدعوه له. ولمسلم من طريق إياس بن سلمة عن أبيه قال: "فأرسلني إلى علي ...، فجئت به أقوده ... أرمد ...، فبصق في عينيه فبرأ". قوله: " فبصق "، بفتح الصاد، أي: تفل. قوله: "ودعا له فبرأ". وهو بفتح الراء والهمزة، بوزن ضرب،

١ البخاري: الجهاد والسير (٢٩٤٢)، ومسلم: فضائل الصحابة (٢٤٠٦)، وأحمد (٥/٣٣٣) .

1 / 105