162

Tawshih

التوشيح شرح الجامع الصحيح

Editor

رضوان جامع رضوان

Editorial

مكتبة الرشد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

(فسددوا) أي: ألزموا السداد، وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط.
قال أهل اللغة: السداد: التوسط في العمل.
(وقاربوا) أي: إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه.
(وأبشروا) أي: بالثواب على العمل الدائم وإن قلّ.
(واستعينوا بالغدوة) هي بالفتح: سير أول النهار.
(والروحة) بالفتح: السير بعد الزوال.
(وشيء من الدلجة) بالضم: سير آخر الليل استعارة حسنة، أي: استعينوا على مداومة العبادات بإيقاعها في أوقات النشاط.
وهذه الأوقات أطيب أوقات المسافر وأنشطها للسير، فكأنه ﷺ خاطب مسافرًا إلى مقصده فنبهه على أوقات نشاطه، لأن المسافر إذا سار الليل والنهار جميعًا عجز وانقطع، فإذا تحرى السير في هذه الأوقات النشيطة أمكنته المداومة من غير مشقة، وحسن هذه الاستعارة أن الدنيا في الحقيقة دار نقله إلى الآخرة، وأن هذه الأوقات بخصوصها أروح ما يكون البدن فيها للعبادة.
٣١ - بَابٌ: الصَّلاَةُ مِنَ الإِيمَانِ وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾ [البقرة: ١٤٣] يَعْنِي صَلاَتَكُمْ عِنْدَ البَيْتِ
٤٠ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ «صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلَّاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ» فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ

1 / 203