221

Orientación de la mirada a los orígenes del rastro

توجيه النظر إلى أصول الأثر

Editor

عبد الفتاح أبو غدة

Editorial

مكتبة المطبوعات الإسلامية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1416 AH

Ubicación del editor

حلب

ظَاهر هَذَا الحَدِيث يُؤَيّد مَذْهَب الْمُعْتَزلَة قَالَ عَوْف كذب وَالله عَمْرو وَلكنه أَرَادَ أَن يحوزها إِلَى قَوْله الْخَبيث يَعْنِي أَنه أَرَادَ أَن يعضد بِهَذِهِ الْكَلِمَة مذْهبه الْبَاطِل وه مَذْهَب الْمُعْتَزلَة
وَمُرَاد مُسلم بِذكر لَك هُنَا بَيَان أَن عوفا جرح عَمْرو بن عبيد وَكذبه وَقد حاول الْعلمَاء بَيَان وَجه لتكذيب عَوْف فَقَالُوا إِنَّمَا كذبه مَعَ ان الحَدِيث صَحِيح إِمَّا لكَونه نسبه إِلَى الْحسن وَالْحسن لم يرو هَذَا أَو لكَونه لم يسمعهُ من الْحسن وَكَانَ عَوْف من كبار أَصْحَاب الْحسن وَلنْ بَقِي أَن يُقَال فَمَاذَا أَرَادَ عَوْف بقوله وَلكنه أَرَادَ أَن يحوزها إِلَى قَوْله الْخَبيث
وَاعْلَم أَن هَذَا الحَدِيث وأشباهه لَو انْفَرد بروايته ثِقَات الروَاة من الْمُعْتَزلَة وَلَو لم يَكُونُوا دعاة إِلَى مَذْهَبهم لَا يقبل عِنْد الْمُحدثين الْبَتَّةَ لما عرفت من أَن المبتدع إِذا كَانَ متحرزا من الْكَذِب وموصوفا بالديانة لَا يقبل من رِوَايَته عِنْد من يقبلهَا لَا مَا لَا يكون مؤيدا لبدعته ظَاهرا
وَلَو لم يرو هَذَا الحَدِيث من طَرِيق غير طَرِيق عَمْرو وإخوانه لجعل مِثَالا للْحَدِيث الْمَوْضُوع الَّذِي وَضعته الْمُعْتَزلَة تشييدا لمذهبهم وغن كَانُوا أبعد النَّاس عَن الْوَضع
وَقد نقلنا سَابِقًا قَول بعض الْعلمَاء الْأَعْلَام إِن من يعْتَقد انه يخلد فِي النَّار على شَهَادَة الزُّور أبعد فِي الشَّهَادَة الكاذبة مِمَّن لَا يعْتَقد ذَلِك فَكَانَت الثِّقَة بِشَهَادَتِهِ وخيره أكمل من الثِّقَة بِمن لَا يعْتَقد ذَلِك وَدَار قبُول الشَّهَادَة وَالرِّوَايَة على الثِّقَة بِالصّدقِ وَذَلِكَ مُتَحَقق فِي أهل الْأَهْوَاء
وَقد حاول حَكِيم أهل الْأَثر ابْن حبَان حل هَذِه الْعقْدَة على وَجه رُبمَا أرْضى الْفَرِيقَيْنِ فَقَالَ كَانَ يكذب فِي الحَدِيث وهما لَا تعمدا وَلَا يخفى أَن الْكَذِب وهما

1 / 261