============================================================
غيره بها يكشف من غامض معانيه، وسر آياته بما آتناه به من الشأييد الجاري فنفث في روعه، فاطلع على علم شيره، وعلم ما لم يعلمه أحد غيره إلا من أمده هو بما يشاء من علم ذلك ، فالجاري يتصل بالقلب بغير مخاطبته بآلة الكلام.
ومنه قوله جل اسمه لرسول الله : نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنددين * بلسان عربي مبين(1) وهذا طرف فيض يه إن لم يقيم وجهه ي التأويل، أن يكون جيريل أودعه قلبه بغير واسطة السمع والنطق ، والقلب لا يقبل إلا الروحاني اللطيف ، ثم استثني بقوله: بلسان عربي ميين.
قاللسان بعض آلات الكلام ، وهو من حد حدود القم، وإتها نطق اللسان يتصل بالسمع، ومنه يسلك إلى الصدر، فيحويه القلب فدل بهذا القولف بعض وجوه التأويل إن جبريل الموصوف بتتزيل ما أمر به على قلب الريسول أمير المؤمنين ، وهو الأذن الواعية مؤديا ما على آداها اللسان الصدق بقول الله: (لسان صدق علي (2) وفي بعض هذه الإشارة كفاية لمن تدبر وأبصر، فأولوا اليصائر هم المؤمتون المحقون الربانيون المستحفظون ، ودرجة المؤمن البالغ أفضل من درجة الداعي المطلق، فمن صدق بها أتي به الرسول ويين حقائق ما أورده من البيان صار صديقأ فاروقا (1) سورة الشعراء -الاهة 193 -195 (2) سورة مرهم - الآية50.
Página 56