Interpretación de las fenomenologías: El estado actual del método fenomenológico y su aplicación en el fenómeno religioso
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
Géneros
قد يكون في هذا المخطط المقترح تطبيق للمنهج الظاهرياتي من أجل الكشف عن القصدية في الأخلاق؛ فمبحث القيم هو صورة الشعور، والعمل هو مضمونه. وفي مبحث القيم، مبحث القيم الصوري هو صورة الشعور، ومبحث القيم المادي هو مضمون الشعور. وفي العمل، العمل الصوري هو صورة الشعور، والعمل المادي مضمون الشعور. والحقيقة أن هذه القسمة إلى صوري ومادي مستمدة من المنطق كنموذج للأخلاق. وهكذا فإن الموازاة الأخلاقية المنطقية، وليست القصدية الأخلاقية، هي أساس هذا المخطط المقترح للأخلاق.
وكل مصادرات للأخلاق هو «رد» لمستوى إلى مستوى آخر بالرغم من أن المستويين متمايزان. بين العقل والواقع هناك اختلاف في النوع. وكل قسمة عقلية، مهما كانت جامعة مانعة، لا تغطي كل جوانب الواقع. الواقع أكثر اتساعا من كل قسمة عقلية. تقدم كل قسمة عقلية حلولا آلية تماما، في حين أن الواقع له طبيعة حركية تهرب من كل اختيار آلي. تضم القسمة العقلية إمكانيات محدودة للحلول، في حين أن الواقع يقدم دائما حلولا جديدة.
الأخلاق علم إنساني، ينتمي إلى منطق الظاهرة الإنسانية، لها مستواها الخاص، ولا يمكن ردها إلى الرياضيات أو إلى المنطق. يأخذ منطق الظاهرة الإنسانية في الاعتبار: الانقطاع، عدم القدرة على التنبؤ، وعدم الرد، وأحيانا عدم القدرة على الفهم للظاهرة الإنسانية، ويقتضي الانتقال من مستوى إلى آخر قفزة؛ إذ يهرب مسار تطور الظاهرة من حتمية قانون ما حتى ولو كان ساكنا أو محتملا، طبيعة مضمونه مخالفة لطبيعة التصورات. الظاهرة الإنسانية تجلت للوجود الذي يهرب من المعرفة؛ فالحياة أحيانا غير الفهم.
وتبلغ ذروة إنكار الحركة في أعمال هوسرل في كتاب «الأرض لا تتحرك»، يقلب فيه الثورة الكوبرنيقية في دوران الأرض إلى ثوره مضادة في ثبات الأرض، ويتعرض لمفاهيم المكان والجسد والكرسي والأرض من أجل تحويل مفاهيم علم الطبيعة إلى نظرة مثالية للعالم، وهو أشبه بمحاضرات «التحليل الداخلي للزمان» لعام 1905م. وعلى منواله نسج هيدجر «نشأة العمل الفني»؛ فنحن نسير على البسيطة، ولكن الأرض هي كوكب مثل باقي الكواكب، لها فلك ثابت يجعل معنى الحركة والسكون ممكنا. ونسير في المكان حيث تختلط حركة الجسد وسكونه بالكرسي الذي أجلس عليه، ولا يتكون المكان من أنماط متعددة لتجسدي ولميادين مختلفة لحساسيتي، نحن نسير وسط الأشياء، فكيف تتكون إذن طبقا للأساس الحاضر لإدراك العالم المحيط الخارج عني؟ وكان قد تعرض هوسرل لنفس الموضوع في مخطوط سابق (نشأة العالم) عن نشأة العالم في الشعور لحظة الوعي به، وليس خلقه كما هو الحال في اللاهوت الطبيعي وفي علم الكونيات.
66
ينشأ المكان في الشعور، وتنشأ الحركة فيه. فأنا الذي أتحرك وليس الأرض، وأول صلة بالعالم هو الكرسي الذي أجلس عليه.
67
الحركة والسكون بعدان للجسد في المكان، وكلاهما قصد للتوجه في العالم. وليس العامل هو الذي يتحرك في الجسم، ولو قفز الجسم فوق العالم فإنه أيضا يتحرك فيه وليس خارجه. العالم ميدان للتوجه وميدان لحركة الجسم. العالم صفة للجسم، والحركة والسكون صفتان للجسم. المكان البصري خداع ناتج عن الإدراك، المكان الخارجي بين قوسين، ولا يوجد إلا المكان كبعد للجسد.
الحاضر الحي هو الوحدة التصورية لمعطيات الإدراك الحسي، هو العالم الأول قبل العالم الثاني خارج الشعور، ثم يأتي تكوين الآخرين والكرسي كأول موضوع للعالم المحيط خارج مكان الجلوس.
68 (2) الحركية في التطور اللاحق للظاهريات وتحولها إلى أنطولوجيا ظاهراتية
Página desconocida