La Unicidad de Ibn Manda
التوحيد لابن منده
Investigador
علي بن محمد بن ناصر الفقيهي
Editorial
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وصَوّرتْها مكتبة العلوم والحكم
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٠٥ - ١٤١٣ هـ
Ubicación del editor
المدينة المنورة
١ - ذِكْرُ مَا وَصَفَ الله ﷿ بِهِ نَفْسَهُ وَدَلَّ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ ﷿، وَأَنَّهُ أَحَدٌ صَمَدٌ، لمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لهُ كُفُوًا أَحَدٌ
١ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ الحَسَنِ، قَالَ: حَدثنا أَحمَدُ بْنُ يُوسُفُ السُّلَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: هَذَا مَا حَدثنا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: قَالَ الله ﷿: كَذَّبَنِي عَبْدِي وَلَمْ يَكُنْ لهُ أَنْ يُكَذِّبَنِي، وَشَتَمَنِي عَبْدِي وَلَمْ يَكُنْ لهُ ذَلِكَ، أَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ أَنْ يَقُولَ: لنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ الله وَلَدًا، وَأَنَا الصَّمَدُ الَّذِي لمْ أَلِدْ، وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ.
1 / 61
٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ المُنْذِرِ، قَالَ: حَدثنا أَبُو اليَمَانِ الحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدثنا أَحمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: قَالَ الله تَعَالَى: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ الله وَلَدًا، وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ، لمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ.
رَوَاهُ البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي مُغِيرَةَ.
وَرَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّ الله ﷿.
1 / 62
٣ - أَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا: حَدثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الحُبَابِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ.... بَاب المَسْجِدِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي المَسْجِدَ، فَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي وَيَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ: اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ ألاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لقَدْ سَأَلَ رَبَّهُ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ.
قَالَ زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ: فَحَدَّثْتُ زُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسِنِينَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ بِهَذَا الحَدِيثِ بِعَيْنِهِ.
قَالَ زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ: وَأَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ.
رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ.
وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.
وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ البَصْرِيُّ، وَعَبْدُ الوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ عَبْدُ الوَارِثِ: عَنْ حُسَيْنِ المُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيِّ (بْنِ) [١] مِحْجَنِ بْنِ الأَدْرَعِ.
_________
[١] قال الشيخ أحمد بسيوني: ما بين الهلالين هكذا بالمطبوع، وهو خطأ، وصوابه: (عن)، كما في الأصل الخطي.
1 / 63
٤ - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ العَبَّاسِ الكِنَانِيُّ، قَالَ: حَدثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ البَصْرِيُّ، نَزَلَ مِصْرَ، قَالَ: حَدثنا أَحمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدثنا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدثنا عَمْرُو بْنُ الحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ أَبَا الرِّجَالِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، ﵂، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، فَكَانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ فَيَخْتِمُ فِي صَلَاتِهِ بِ ﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ﴾ فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ، ﷺ، فَقَالَ: سَلُوهُ لأيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: ِلأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، ﷿، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا قَالَ: أَخْبِرُوهُ أَنَّ الله، ﷿، يُحِبُّهُ هَذَا حَدِيثٌ مُجْمَعٌ عَلَى صِحَّتِهِ الَّذِي بُعِثَ عَلَى السَّرِيَّةِ كُلْثُومُ بْنُ زَهْدَمٍ قَالَهُ عَبْدُ الله بْنُ عَبَّاسٍ، ﵄.
1 / 65
٥ - أَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ، قَالَ: حَدثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، قَالَ: حَدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ ثَابِتِ البُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ﵁، أَنَّ رَسُولَ الله، ﷺ قَالَ لِرَجُلٍ: لِمَ تَلْزَمُ قِرَاءَةَ ﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ﴾ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّهَا قَالَ: فَإِنَّ بِحُبِّهَا أَدْخَلَكَ الله، ﷿، الجَنَّةَ.
رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عُمَرَ.
وَرَوَاهُ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ نَحْوَهُ.
1 / 67
٦ - أَخْبَرَنَا... عَبْدُ الله بْنُ حَمْزَةَ البَغْدَادِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ القَاضِي، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، وَابْنُ الصَّقْرِ قَالَا: حَدثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ... وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ المُطَيِّنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله، ...، قَالَ: حَدثنا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدثنا عَبْدُ العَزِيزِ...، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ ثَابِتِ البُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ، وَكَانَ كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً، يَقْرَأُ بِهَا لهُمْ فِي الصَّلَاةِ، مِمَّا يَقْرَأُ بِهِ افْتَتَحَ بِ ﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ﴾ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا، ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أُخْرَى مَعَهَا، وَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: إِنَّكَ تَفْتَحُ بِهَذِهِ السُّورَةِ ثُمَّ لَا تَرَى أَنَّهَا تُجْزِئُكَ حَتَّى تَقْرَأَ بِأُخْرَى، فَإِمَّا أَنْ تَقْرَأَ بِهَا وَإِمَّا أَنْ تَدَعَهَا وَتَقْرَأَ بِأُخْرَى، فَقَالَ: مَا أَنَا بِتَارِكِهَا، إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِذَلِكَ فَعَلْتُ، وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْ أَفْضَلِهِمْ، وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ، فَلَمَّا أَتَاهُمُ النَّبِيُّ ﷺ أَخْبَرُوهُ الخَبَرَ فَقَالَ: يَا فُلَانُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ، وَمَا حَمَلَكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، فَقَالَ: حُبُّهَا يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: حُبُّهَا أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ.
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَمُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ، عَنِ الدَّارَوَرْدِيِّ.
1 / 68
٧ - أَخْبَرَنَا... مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدثنا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الأَشْرَسِ، ... وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ...، فقَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ البُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا... ﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ﴾، فَقَالَ لهُ النَّبِيُّ ﷺ: مَا... قَالَ: حُبُّهَا، قَالَ: حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ.
رَوَاهُ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ.
1 / 69
٢ - ذِكْرُ مَعْرِفَةِ بَدْءِ الخَلْقِ
قَالَ الله تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ وَحْدَانِيَّتِهِ وَتَفَرُّدِهِ بِالخَلْقِ مِنْ غَيْرِ ظَهِيرٍ وَلَا مُعِينٍ ﴿مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُدًا﴾ وَقَالَ ﷿: ﴿أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾.
٨ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ الحَسَنِ، قَالَ: حَدثنا أَحمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ المُحَارِبِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى، وَعَبْدُ الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: حَدثنا أَبُو مَسْعُودٍ أَحمَدُ بْنُ الفُرَاتِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدثنا أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ المُحَارِبِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ المَازِنِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَعَقَلْتُ نَاقَتِي وَدَخَلْتُ فَأَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ، قَالُوا: قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، وَجَاءَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ فَقَالَ: اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ، إِذْ لمْ يَقْبَلْهَا إِخْوَانُكُمْ بَنُو تَمِيمٍ، فَقَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا، وَجِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ بَدْءِ هَذَا الأَمْرِ، فَقَالَ: كَانَ الله ﷿ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، ثُمَّ جَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: أَدْرِكْ نَاقَتَكَ ذَهَبَتْ، فَخَرَجْتُ فَوَجَدْتُهَا يَنْقَطِعُ دُونَهَا السَّرَابُ، فَوَالله لوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا.
1 / 82
٩ - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله، قَالَ: حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدثنا عَلِيُّ بْنُ الحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حَدثنا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، ﵁ قَالَ: إِنِّي لجَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ الله ﷺ إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا، بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ فَقَالَ: اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ إِذْ لمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ، فَقَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ الله، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ مَا كَانَ، فَقَالَ: كَانَ الله ﷿ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ. قَالَ: ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا قَالَ: فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا، وَاَيْمُ الله لوَدِدْتُ أَنَّهَا ذَهَبَتْ وَإِنِّي لمْ أَقُمْ.
رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ.
1 / 83
١٠ - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدثنا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدثنا شَيْبَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ، بِمِثْلِهِ سَوَاءً.
1 / 85
٣ - ذِكْرُ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ خَلْقَ العَرْشِ تَقَدَّمَ عَلَى خَلْقِ الأَشْيَاءِ
١١ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ، قَالَ: حَدثنا أَحمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدثنا أَبُو هُرَيْرَةَ ﵁، أَنَّ رَسُولَ الله، ﷺ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ الله، ﷿، مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَبِيَدِهِ الأُخْرَى المِيزَانُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ.
هَذَا حَدِيثٌ مُجْمَعٌ عَلَى صِحَّتِهِ.
1 / 91
٤ - ذِكْرُ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الله قَدَّرَ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ قَبْلَ خَلْقِ الخَلْقِ
قَالَ الله تَعَالَى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ الآيَةَ.
١٢ - أَخْبَرَنَا أَحمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، ... مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ، قَالَ: حَدثنا عَلِيُّ بْنُ الحَسَنِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيُّ عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الخَوْلَانِيُّ، سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيُّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو، قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: يَقُولُ: قَدَّرَ الله ﷿ المَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ.
رَوَاهُ عَبْدُ الله... بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ.
1 / 92
١٣ -... بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدثنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَا: حَدثنا أَبُو هَانِئٍ الخَوْلَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو، ﵁، أَنَّ رَسُولَ الله، ﷺ قَالَ: فَرَغَ الله، ﷿، مِنَ المَقَادِيرِ وَأُمُورِ الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ لفْظُ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ.
١٤ - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﵄، قَالَ: أَوَّلُ مَا خَلَقَ الله مِنْ شَيْءٍ القَلَمُ، فَقَالَ: اكْتُبْ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبِ القَدَرَ قَالَ: فَجَرَى فِي ذَلِكَ اليَوْمِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، ثُمَّ رَفَعَ بُخَارَ المَاءِ رَفْعُ القَلَمِ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ ﴿ن وَالقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾ أَرَادَ النَّبِيَّ، ﷺ.
١٤ - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﵄، قَالَ: أَوَّلُ مَا خَلَقَ الله مِنْ شَيْءٍ القَلَمُ، فَقَالَ: اكْتُبْ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبِ القَدَرَ قَالَ: فَجَرَى فِي ذَلِكَ اليَوْمِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، ثُمَّ رَفَعَ بُخَارَ المَاءِ رَفْعُ القَلَمِ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ ﴿ن وَالقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾ أَرَادَ النَّبِيَّ، ﷺ.
1 / 93
١٥ - أَخْبَرَنَا... حُسَيْنُ، قَالَ: حَدثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدثنا عُبَيْدُ الله...، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا خَلَقَ الله تَعَالَى مِنْ شَيْءٍ: القَلَمُ، فَقَالَ لهُ: اكْتُبْ قَالَ: أَيْ رَبِّ وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: القَدَرَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، ثُمَّ رَفَعَ بُخَارَ المَاءِ فَفَتَقَ مِنْهُ السَّمَاوَاتِ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ، ثُمَّ بَسَطَ الأَرْضَ عَلَى ظَهْرِ النُّونِ، فَاضْطَرَبَتْ؛ فَمَادَتْ؛ فَأُثْبِتَتَ بِالجِبَالِ؛ فَهِيَ تَفْخَرُ عليها.
رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الأَعْمَشِ، رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَتَمَّ مِنْ هَذَا.
1 / 94
٥ - ذِكْرُ مَا يَسْتَدِلُّ بِهِ أُولُو الأَلْبَابِ
مِنَ الآيَاتِ الوَاضِحَةِ الَّتِي جَعَلَهَا الله، ﷿، دَلِيلًا لِعِبَادِهِ مِنْ خَلْقِهِ عَلَى مَعْرِفَةِ وَحْدَانِيَّتِهِ مِنَ انْتِظَامِ صَنْعَتِهِ، وَبَدَائِعِ حِكْمَتِهِ، فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمَا أُحْكِمَ فِيهَا وَخَلْقِ الإِنْسَانِ... وَالأَرْوَاحِ وَمَا رُكِّبَ فِيهَا. قَالَ الله، ﷿، مُنَبِّهًا عَلَى قُدْرَتِهِ ﴿ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ﴾ الآيَةَ.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ﴾.
1 / 97
بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ: عَلَى أَنَّ... العُقُولَ وَدَلَالَةٌ عَلَى تَوْحِيدِ الله تَعَالَى
١٦ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ بَاتَ ليْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ وَهِيَ خَالَتُهُ، فَاضْطَجَعَ فِي عَرْضِ الوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ الله ﷺ وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ الله ﷺ حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسُولُ الله ﷺ فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الآيَاتِ الخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ يَعْنِي ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ الآيَةُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى عَلَى رَأْسِي وَأَخَذَ بِأُذُنِي اليُمْنَى فَفَتَلَهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى أَتَاهُ المُؤَذِّنُ فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.
رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ... بْنِ سَعِيدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، وَالضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، وَمَالِكٍ عَنْ مَخْرَمَةَ.
1 / 98
١٧ - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ المِصْرِيُّ، قَالَ: حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَقَدْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ ليْلَةَ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ عِنْدَهَا لأَنْظُرَ كَيْفَ صَلَاةُ رَسُولِ الله ﷺ بِاللَّيْلِ قَالَ: فَتَحَدَّثَ النَّبِيُّ ﷺ مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً، ثُمَّ رَقَدَ، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ أَوْ بَعْضَهُ، خَرَجَ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ فَقَالَ: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ الآيَةُ، حَتَّى قَرَأَ هَذِهِ الآيَاتِ، ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ، فَاسْتَنَّ، ثُمَّ صَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى لِلنَّاسِ الصُّبْحَ.
رَوَاهُ أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ الله.
وَرَوَاهُ... عَبْدُ الله بْنُ عَبَّاسٍ وَطَاوُوسِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ... .
1 / 99
١٨ - أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ، ... قَالَا: حَدثنا الحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: حَدثنا حَبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدثنا عَبْدُ الله بْنُ المُبَارَكِ، حَدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ العَبْدِيُّ، قَالَ: حَدثنا أَبُو المُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَ، أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ ذَاتَ ليْلَةٍ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ اللَّيْلِ فَخَرَجَ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ ثُمَّ تَلَى هَذِهِ الآيَةَ فِي آلِ عِمْرَانَ الَّتِي ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ حَتَّى قَرَأَ: ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ، ثُمَّ خَرَجَ أَيْضًا فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَى هَذِهِ الآيَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ ثُمَّ خَرَجَ أَيْضًا وَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَى هَذِهِ الآيَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى.
رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ.
1 / 100
٦ - ذِكْرُ مَا بَدَأَ الله، ﷿، مِنَ الآيَاتِ الوَاضِحَةِ الدَّالَّةِ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ
قَالَ الله، ﷿: ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿خَلَقَ الله السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالحَقِّ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا﴾ .. . الآيَةَ.
١٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مَعْرُوفٍ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدثنا الحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، قَالَ: حَدثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدثنا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ المِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي أَجِدُ فِي القُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي صَدْرِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَكْذِيبٌ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِ اخْتِلَافٌ قَالَ: فَهَلُمَّ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِكَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَسْمَعُ الله ﷿، يَقُولُ: ﴿فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾. وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾ وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ الآيَةُ، فَبَدَأَ بِخَلْقِ السَّمَاءِ فِي هَذِهِ الآيَةِ قَبْلَ خَلْقِ الأَرْضِ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾ فَبَدَأَ بِخَلْقِ الأَرْضِ فِي هَذِهِ الآيَةِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ، وَقَوْلِهِ: ﴿وَلَا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثًا﴾، وَقَوْلِهِ: ﴿وَالله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾، فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الآيَةِ، وَقَوْلِهِ: ﴿وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا﴾، وَقَوْلِهِ: ﴿وَكَانَ الله غَفُورًا رَحِيمًا﴾، ﴿وَكَانَ الله سَمِيعًا بَصِيرًا﴾، فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ وَقَعَ فِي نَفْسِكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِذَا أَنْبَأْتَنِي بِهَذَا فَحَسْبِي. قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ: ﴿فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾، فَهَذَا فِي النَّفْخَةِ الأُولَى، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ الله، فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، فَإِذَا كَانَ فِي النَّفْخَةِ الأُخْرَى قَامُوا فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ،
١٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مَعْرُوفٍ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدثنا الحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، قَالَ: حَدثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدثنا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ المِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي أَجِدُ فِي القُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي صَدْرِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَكْذِيبٌ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِ اخْتِلَافٌ قَالَ: فَهَلُمَّ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِكَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَسْمَعُ الله ﷿، يَقُولُ: ﴿فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾. وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾ وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ الآيَةُ، فَبَدَأَ بِخَلْقِ السَّمَاءِ فِي هَذِهِ الآيَةِ قَبْلَ خَلْقِ الأَرْضِ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾ فَبَدَأَ بِخَلْقِ الأَرْضِ فِي هَذِهِ الآيَةِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ، وَقَوْلِهِ: ﴿وَلَا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثًا﴾، وَقَوْلِهِ: ﴿وَالله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾، فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الآيَةِ، وَقَوْلِهِ: ﴿وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا﴾، وَقَوْلِهِ: ﴿وَكَانَ الله غَفُورًا رَحِيمًا﴾، ﴿وَكَانَ الله سَمِيعًا بَصِيرًا﴾، فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ وَقَعَ فِي نَفْسِكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِذَا أَنْبَأْتَنِي بِهَذَا فَحَسْبِي. قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ: ﴿فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾، فَهَذَا فِي النَّفْخَةِ الأُولَى، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ الله، فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، فَإِذَا كَانَ فِي النَّفْخَةِ الأُخْرَى قَامُوا فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ،
1 / 104
وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿وَلَا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثًا﴾، وَقَوْلُهُ: ﴿وَالله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾. فَإِنَّ الله تَعَالَى يَغْفِرُ يَوْمَ القِيَامَةِ لأهْلِ الإِخْلَاصِ ذُنُوبَهُمْ، وَلَا يَتَعَاظَمُ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَنْ يَغْفِرَهُ، فَلَمَّا رَأَى المُشْرِكُونَ ذَلِكَ قَالُوا: إِنَّ رَبَّنَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلَا يَغْفِرُ الشِّرْكَ فَتَعَالَوْا حَتَّى نَقُولَ: إِنَّمَا كُنَّا أَهْلَ ذُنُوبٍ وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ شِرْكٍ، فَسَأَلَهُمُ الله، ﷿: ﴿أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ قَالُوا: ﴿وَالله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ وَإِنَّمَا كُنَّا أَهْلَ ذُنُوبٍ، فَقَالَ الله، ﷿: أَمَا إِذْ كَتَمَتِ الإِنْسَ فَاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، فَخَتَمَ الله، ﷿، عَلَى أَفْوَاهِهِمْ؛ فَنَطَقَتْ أَيْدِيهِمْ، وَشَهِدَتْ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَفَ المُشْرِكُونَ أَنَّ الله، ﷿، لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثًا﴾،
1 / 105