النعيم، تنظر إليك بغنج الحور، وتكلمك بملاحة المنطق، وتداعبك بالدلائل، وتلاعبك بالعشق والطرب، بيدها كأس در لا ظل له، أو ياقوت لا شبه له من صفائه ورقة جسمه، قد جملته بحسن كفها وزمردها ونور خواتمها فيه.
فتوهم حسن الكأس مع بياضه مع بياض الشراب مع بياض كفيها وحسنه.
فتوهم كأس الدر والياقوت أو الفضة في صفاء ذلك في بنانها الكامل، وقد اقتربت إليك ضاحكة بحسن ثغرها، وسطع نور بنانها في الشراب مع نور وجهها ونحرها، وأنت مقابلها فضحكت أيضًا إليها، فاجتمع في الكأس الذي في بنانها نورك مع نورها مع نور الكأس ونور الشراب ونور وجهها ونور نحرها ونور ثغرها ونور الجنان.
فتوهمه بهذه الأنوار في ضيائه، يلمع بصفائه في كفها، وقد مدت به إليك يدها بخواتمها، وأساورها في معاصمها، فناولتك الكأس بكفها، فيا حسن مناولتها ويا حسنها من يد، ثم تعاطتك كأسات الخمر في دار الأمن واللذات والسرور، فتناولته منها ثم وضعته على فيك ثم سلسلته في فيك، فسار سروره في قلبك وعمت لذته جوارحك، فوجدت منه طعمًا أطيب طعمًا وألذه فشربته، والولدان
1 / 60