أيديهم ليفتحوا أبوابها، وأيقنتَ بذلك فطار قلبك سرورًا وامتلأتَ فرحًا، وسمعت حسن صرير أبوابها، فعلاك السرور وغلب على فؤادك، فيا سرور قلوب المفتوح لهم باب جنة رب العالمين.
فلما فتح لهم بابها هاج نسيم طيب الجنان وطيب جري مائها، فنفح وجهك وجمع بدنك، وثارت أراييح الجنة العبقة الطيبة، وهاج ريح الأذفر، وزعفرانها المونع، وكافورها الأصفر، وعنبرها الأشهب، وأرياح طيب ثمارها وأشجارها وما فيها من نسيمها فتداخلت تلك الأراييح في مشامك حتى وصلت إلى دماغك، وصار طيبها في قلبك وفاض من جميع جوارحك، ونظرت بعينك إلى حسن قصورها وتأسيس بنيانها من طرائق الجندل الأخضر (١) من الزمرد والياقوت الأحمر والدر الأبيض قد سطع منه نوره وبهاؤه وصفاؤه، فقد أكمله الله في الصفاء والنور ومازجه نور ما في الجنان، ونظرت إلى حجب الله وفرح فؤادك لمعرفتك أنك إذا دخلتها فإن لك فيها الزيادات والنظر إلى وجه ربك، فاجتمع طيب (٢) أراييح الجنة وحسن بهجة منظرها وطيب
_________
(١) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [الأحمر] .
(٢) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [منظر طيب] .
1 / 48