وإما أن يناقشك الحساب، فيأمر بك إلى الهاوية وبئس المصير.
٢١**- عن مجاهد قال: (لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله ﷿ حتى يسأله عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن عمله ما عمل فيه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه) .
فما ظنك بنفسك وضعف قلبك، والله ﷿ يكرر عليك ذكر إحسانه إليك، ومخالفتك له، وقلة حيائك (١) منه، فأعظم به موقفًا، وأعظم به من سائل لا تخفى عليه خافية، وأعظم بما يداخلك من الحزن والغمَّ والتأسف على ما فرطت في طاعته وركوبك معصيته. فإذا تبالغ فيك الجهد من الغم والحزن والحياء بدا لك (٢) منه أحد الأمرين: الغضب أو الرضا عنك والحب لك. فإما أن يقول: يا عبدي أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فقد غفرت لك كبير جرمك وكثير سيئاتك، وتقبلت منك يسير إحسانك، فيستطير بالسرور والفرح قلبك فيشرق لذلك وجهك.
فتوهم نفسك حين قالها لك، فابتدأ إشراق السرور ونوره في وجهك بعد كآبته وتكسفه من الحياء من السؤال، والحسرة من ذكر مساوئ فعلك، فاستبدلت
_________
(١) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [حياك] .
(٢) كذا أثبتها (أ) من الهامش فقال: كذا في الهامش، وفي الأصل: [بدلك] .
1 / 28