تعجيل عرضهم، والنظر في أمورهم.
فبينما أنت مع الخلائق في هول القيامة وشدة كربها منتظرًا متوقعًا لفصل القضاء والحلول في دار النعيم أو الحزن، إذ سطع نور العرش، وأشرقت الأرض بنور ربها، وأيقن قلبك بالجبار، وقد أتى لعرضك عليه حتى كأنه لا يعرض عليه أحد سواك، ولا ينظر إلا في أمرك.
٩**- عن حميد بن هلال قال: ذُكر لنا أن الرجل يُدعى (١) يوم القيامة إلى الحساب فيُقال: يا فلان ابن فلان هلمَّ إلى الحساب، حتى يقول: ما يراد أحد غيري مما يحضر به من الحساب.
ثم نادى: يا جبريل ائتني بالنار (٢) . فتوهمها وقد أتى (٣) جبريل فقال لها: يا جهنم أجيبي. فتوهم اضطرابها وارتعادها بفرقها أن يكون الله ﷿ خلق خلقًا يعذبها به، فتوهمها حين اضطربت وفارت وثارت، ونظرت إلى الخلائق من بعد مكانها، فشهقت إليهم وزفرت نحوهم، وجذبت خزانها متوثِّبةً على الخلائق غضبًا لغضب ربها على مَنْ خالف أمره وعصاه.
فتوهم صوت زفيرها وشهيقها، وترادف قصبتها، وقد امتلأ منه سمعك، وارتفع له فؤادك وطار فزعًا ورعبًا، ففر الخلائق هربًا
_________
(١) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في الأصل عنده [يدعا] .
(٢) يا حسرة على العباد إذا كان ذلك.
(٣) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في الأصل عنده [أتا] .
1 / 17