Teodosio César
توادوسيوس قيصر: مأساة تاريخية تمثيلية ذات ثلاثة فصول
Géneros
14
بالأمس، فجنيت من ثمر العفو عوسج العصيان، وقتاد الثورة، أفي عاصمتي يثور شعبي علي، ولا يحسبون لسلطتي حسابا! فوالله لأنكلن بهم أشد تنكيل ليكونوا عبرة لسواهم، عززت مدينتهم، وروجت تجارتهم، ونشرت العلوم بينهم، ولم استطع عملا مفيدا إلا فعلته لهم، لكنهم كفروا بي، وغمطوا
15
نعمي، فقتلوا ممثلي، ولم يكفهم حتى حطموا تمثالي، وها أنا أعاقبهم على تمردهم وعصيانهم، فلا تلتمس لهم عفوا أيها السيد الجليل.
إمبرو :
مولاي! لا أجهل انعطافك إلى السالونيكيين، ومدينتهم المحبوبة، وما يزيدني حزنا أن يكونوا أساءوا إلى من أحسن إليهم، فاضرب، اقتل، احرق، افعل ما شئت بهم، فذاك أقل عقاب يستحقونه، فالإثم الذي اقترفوه أفظع من الموت، وأمر من الحياة، ولو دمر البرابرة بلدهم لكان المصاب أخف من إسخاطهم لجلالتك؛ لأن جودك يجدد وطنهم، ويرد عليهم ما خسروه، أما الآن، وقد أسخطوا أحلم مولى، وأحن أب، فأي ملجأ بقى لهم؟! إن خجلهم عظيم، حتى إنهم لا يجسرون أن ينظروا إلى نور الشمس. قد حطم بعض الجهلة تمثالك، فيسير لنا أن نقيم لك تماثيل أثمن منه في قلوب رعاياك، وقلب كل من عاش من البشر على وجه البسيطة، فكل من عرف حلمك أعجب بك وأحبك.
رشق بعضهم تمثال قسطنطين
16
بالحجارة، فأغراه البعض للانتقام منهم، قائلين له: لقد شجوا رأسك، فوضع يده على رأسه وقال متبسما: لا تخافوا، فلا خدش في رأسي، فنسي الناس انتصارات هذا الملك، وما برحت هذه الكلمة تدور على أفواه البشر يتناقلها الأحفاد عن الآباء والأجداد.
ما لي أذكرك بمثل الآخرين! فأنت قلت في أمرك الذي عفوت به في عيد الفصح عن المجرمين، إنك تتمنى لو كان لك سلطان على إقامة الموتى، فتبعثهم، ألا يسهل عليك صنع هذه الآية! فما سالونيك إلا مدفن، وما أهلها إلا جثث فيها، فقد ماتوا قبل أن ينزل بهم العقاب الذي استحقوه، فكلمة واحدة من فيك تحييهم.
Página desconocida