44

El Efecto Loto

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

Géneros

بعد تناول كأس الكايبي الثالثة شعرت فاندا بخفة أراحت نفسها. «قرأت مؤخرا أن العلماء يطورون جهازا لاقتفاء الأثر عن بعد مصنوعا من جزيئات النانو. المفترض أن يتم ابتلاعها مع غذاء حيوانات التجارب، ثم تقتحم خلايا عضلات القلب والعمود الفقري لتعمل مثل أجهزة كمبيوتر دقيقة تقوم بإرسال إشارات إلى الإنترنت. مثل هذا الجهاز يمكن أن يفيدنا الآن.»

قالت زابينة بلا اكتراث: «هذه كلها أحلام المستقبل. حين يتوافر مثل هذا الجهاز في السوق سيكون عقدك المؤقت قد انقضى، ومر من السنوات ضعف مدته على الأقل.»

فإذا بفاندا تقهقه فجأة: «تخيلي لو أننا دسسناه في طعام الرئيس.» «ماذا؟» «هذه الأجهزة المقتفية للأثر. لعبة شتورم التي سنصلها بالإنترنت. ويا سلام لو اتصلت بصفحتنا الرئيسية كما يمكن الاتصال بها من أي مكان في العالم.»

أغلقت زابينة عينيها. «الآن صرت سخيفة، ثم كيف ستحملين شتورم على تناول طعام الفئران؟» «ندخله خلسة إلى كيس الحلوى الخاص به، وكأنه كريات زيادة لتنظيف الأسنان من آن لآخر.» «انسي الأمر. لن يمكنك المرور من نقطة تفتيش السيدة بونتي، أضيفي إلى ذلك أن الرئيس متواجد بشكل مستمر في مجالات كهربية، ما يعني بوضوح أن الخط الأساسي لرسمه البياني سيكون أعلى من الطبيعي.» «بالضبط. كل ما هو أعلى يثير الريبة.» «وفيم يفيدنا أن نعرف متى ترتفع ذبذبات قلبه؟» «كنت سألجأ إلى الإنترنت قبل أي اجتماع وأعرف ما الذي ينتظرني.»

ابتسمت زابينة بوقاحة وقالت: «أما أنا فأرى يوهانيس يتجول في الإنترنت كل ليلة ليراقب ويسجل نموذج النشاط الجنسي لشتورم.» «... ثم نرسم منحنى خطي للعلاقة بين زوابع شتورم التي يثيرها وعدد الحلوى التي يبتلعها في اليوم بعد ذلك.»

تبادلتا الأنخاب. أما الكرة أسفل بلوفر زابينة فانزلقت نحو اليسار قليلا. «ونتائج التقييم الكمي لهذا النمط الاستهلاكي ستقع في نطاق اختصاص السيدة بونتي.» قالتها زابينة وهي تمسد النتوء على عظمة القص برقة. «أقولها لك، هذا الأمر لن ينجح أبدا.»

ردت فاندا مداعبة: «يا لك من هادمة للذات!» ثم بحثت عن محفظة نقودها وقالت: «قبل أن أنسى، هل يمكن أن تتحدثي مع يوهانيس؟ فبطريقة ما أشعر أننا غير منضبطين على نفس الموجة. ربما استطعت أنت أن تعرفي منه أي شيء.»

هزت زابينة رأسها بتوجس، وقالت: «أستطيع أن أحاول.»

تثاءبت فاندا. «علي الآن أن أذهب للنوم. عندي في الغد أشياء مهمة يتعين إنجازها.»

ضاعف الهواء المنعش في الخارج من أثر الكحول الذي تناولته الصديقتان. كانتا تستمعان إلى العصافير تناديهما، طيور الكراكي وهي تطير نحو الجنوب. نظرتا إلى السماء وقد نال منهما التعب، وحاولتا تبين أي شيء، إلا أن السماء كانت شديدة الظلمة وملبدة بالغيوم. خطر ببال فاندا أن البرودة تأتي الآن. «هل تعرفين ما أكثر شيء أثار خوفي؟» طرحت زابينة السؤال فجأة، إذ كانت الصديقتان تسيران صامتتين إحداهما بجوار الأخرى حتى تلك اللحظة. «ماذا؟» «إنها ترتعش بلا توقف. أقصد حيوانات التجارب. إنه مثل الزلزال الذي يسري في قطة تعوي. لكنه فقط لا يتوقف.»

Página desconocida