43

El Efecto Loto

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

Géneros

لوهلة توقفتا عن أي حديث، وكل منهما تشرب مشروبها المنعش ورأسها مثقل بالأفكار. انتظرت فاندا. كل شيء حتى الآن يوحي بأنها دراسة واعدة، لكن هذه ليست الصورة الكاملة. كانت تعرف زابينة، فهناك شيء آخر يؤرقها. متى ستضع صديقتها كل الأوراق على المائدة؟ إنها تحدق الآن في كأسها وكأن في مقدورها أن تستدعي شبح الكايبيرينها لينقذها من الورطة التي وقعت فيها. عندها رأت فاندا شيئا يتحرك تحت بلوفر زابينة، إذ استدار شيء ما بين نهديها، فلكأنه نهد ثالث أطول قليلا. في نفس اللحظة أطل ذيل أملس وردي اللون من فتحة البلوفر. لا بد أنه يدغدغها في رقبتها لأن زابينة دسته فورا تحت البلوفر ثانية. وتوهجت وجنتاها.

قالت متلعثمة: «هذه جوسي، لم أستطع أن أتركها هكذا ببساطة.» أمسكت الفأر من بين نهديها ومسدت جسمه، في حين أصدر الحيوان صريرا خفيفا.

لم يكن سرا أن زابينة تروض حيوانات التجارب. كانت تستمتع لمدة ساعة يوميا باللعب معها. كانت تتركها تدغدغ ذراعيها ورقبتها فكانت تألفها. وكانت تحرص على إخبار الزملاء الذين يضايقونها بتعليقاتهم السمجة أن ذلك جزء من التحضير للتجربة، خصوصا وأن التوتر واحد من أكبر العوامل المزعجة. كانت فخورة بالعدد القليل من الحيوانات النافقة في التجارب التي تجريها، إلا أنها كانت تشكو في الفترة الأخيرة من ازدياد أعداد الحيوانات الميتة.

قالت فاندا ساخرة: «لا عجب أنه طردك» ... فهزت زابينة رأسها. «لا أعلم كيف وصل الأمر إلى هذا الحد.» «إلى أي حد؟» «كانت الإناث بعضها مع بعض في القفص الكبير المصنوع من الماكرولون، ورغم ذلك هاجم بعضها بعضا. في كل صندوق كان يوجد على الأقل حيوان ميت. لقد اختل التسلسل الهرمي في المجموعات. كل حيوان يحاول السيطرة على الحيوانات الأخرى، ويتخطاها، ويسبب توترا له ولغيره. ويسوء الحال كثيرا حين تكون الإناث في حالة شبق وإباضة.» «هل عندك تخمين؟»

ربتت زابينة على نهدها الثالث قائلة: «جوسي من حيوانات الضبط في التجربة. الكلام السابق ينطبق فقط على المجموعة التي استنشقت المادة الفعالة. يبدو أن إيقاع نشاطها قد اختل، ومراحل النشاط صارت تستغرق وقتا أطول وتحدث حتى في منتصف اليوم، وهو الوقت الذي كان ينبغي لها أن تنام فيه، لكنها تموت كالذباب، ولا يهتم أحد لأمرها. أعتقد أن شتورم يريد أن يتخلص من الحيوانات.»

زمجرت فاندا: «هذا لا يثير العجب. لكن من المؤسف حقا أن لا أحد عنده أي قياسات حول هذا الأمر.» «كنت أسجل التغيرات في سلوك الحيوانات.»

همهمت فاندا خائرة الهمة: «وهو سبب إضافي يجعله يريد التخلص منك»، وطلبت كأسي كايبيرينها أخريين. «شتورم لا فكرة له عن ذلك، لقد أخبرته طبعا بسلوك الحيوانات العدواني. صحيح أنه استمع إلي، لكنه لم يرد أن يقف على حقيقة الأمر، وأجبرني أن أعده ألا أتحدث بهذا مع أحد.» «لكن ربما يكون قد علم بأمر هذه المدونات، ربما يكون شخص ما أخبره عنها.» «من يكون يا ترى؟»

رفعت فاندا كتفيها وقالت على مضض: «وما أدراني؟» ... خف التوتر تدريجيا. أدارت فاندا رأسها بحذر وحكت رقبتها. قالت وقد ثبطت همتها: «أرجو فقط ألا تقولي إن هذه البيانات مسجلة أيضا على كمبيوتر المعهد.»

ردت زابينة بصوت خفيض: «إنها على الكمبيوتر الخاص بوحدة تجارب الحيوان.»

مست فاندا الورم الصغير في مؤخرة رأسها وتنهدت: «لماذا لم تخبريني بذلك على الفور؟» «أعتذر عن ذلك، فقد فقدت تركيزي.» «هل هناك طريقة تمكنني من الوصول إليها دون أن أضرب على رأسي؟» «عليك أن تذهبي إلى وحدة تجارب الحيوان. الكمبيوتر هناك غير متصل بالشبكة الداخلية، وكلمة المرور هي نفسها.»

Página desconocida