41

El Efecto Loto

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

Géneros

ردت فاندا: «رقبتي متصلبة.» وأمسكت برأسها وكأنها تحاول أن توازن حملا ثقيلا عليها. «أعرف طبيب علاج طبيعي جيدا.» «أشكرك. سأعود لك في هذا الأمر لو اقتضت الحاجة»، وكأن هذا هو ما ينقصها، أن تضع نفسها مجددا تحت رحمة أحد أعوانه، فهي لا تزال تستنكر محادثتها مع جانتر. «وحين ننتهي من هذا الأمر من الممكن البدء في الحديث حول تقدمك لوظيفة أستاذ مساعد.» كان شتورم يبتسم ابتسامة من يقدم منحة. هذا إذن هو الثمن الذي سيتعين علي دفعه إن رفضت العرض. آلمتها رقبتها ألما شديدا إلا أنها تمالكت نفسها. «ما المطلوب فعله تحديدا؟» «أحتاج تحليلات إحصائية، ورسوما بيانية، وكذلك شرائح العرض الضوئي صباح الاثنين؛ فأنا مرتبط بمحاضرة ألقيها في بوسطن، وليس عندي أي وقت لأحضرها بنفسي، وأريد منك أن تقومي عني بهذه المهمة. لقد قمت بهذا من قبل. تكفي تماما عشرون شريحة عرض. هل يعمل غيرك على جهاز الكمبيوتر الخاص بك؟»

هزت فاندا رأسها بالنفي. هذه المرة امتد الألم حتى ذراعها، ولعنت نفسها سرا على الإيماءة التي لم تفكر فيها مليا. لم تتمكن من استيعاب الأمر، فالمسألة بدت أسهل مما ينبغي، فبالأمس القريب ضربت بالهراوة حتى أغشي عليها من أجل الحصول على هذه البيانات، والآن تأتيها البيانات بين يديها على هذا القرص الفضي اللامع. «حين توقعين هنا فأنت بذلك تؤكدين أنك ستتعاملين مع البيانات على هذا الكمبيوتر فقط، وأن كل النتائج والتقييمات ستظل داخل المعهد، وأي انحراف عن تطبيق هذه التعليمات ستكون له عواقب وخيمة لن يرغبها أنت ولا أنا.» وبهذا دفع نحوها حافظة القرص المدمج على الطاولة مبتسما وكأنه قدم لها هدية. «من الأفضل أن تبدئي على الفور، أما القرص المدمج فترجعينه على وجه السرعة لي أنا شخصيا. هذا طبعا أمر مفهوم، و...» «ماذا؟» ترى ماذا يدبر بعد من حقارات؟ «خذي رقم هاتف فيرنر فيشتل من السيدة بونتي.» «فيرنر فيشتل؟» «طبيب العلاج الطبيعي. وبلغيه مني السلام.»

الفصل السادس عشر

كايبيرينها في تمام التاسعة

دخلت فاندا بار «الهافانا» في التاسعة والثلث. وجدت زابينة جالسة على طاولتها المفضلة في آخر الحانة. بدت شاردة أمام كوبها الزجاجي وهي تحرك الماصة بين مكعبات الثلج. «هل بدأت بالشرب فعلا؟» قالت فاندا مؤنبة. «لأنك تأخرت كثيرا.» «للأسف لم أتمكن من الحضور أبكر من هذا؛ كلفني الرئيس بمهمة جديدة.»

نظرت لها زابينة نظرات متعاطفة ومدت لها ذراعيها، إلا أن فاندا لوحت لها. «ممنوع اللمس؛ جسمي كله متصلب مثل لوح خشب. أحتاج بشدة لشيء أشربه.» أشارت إلى مقدمي الخدمات، فلبت الإشارة نادلة ترتدي بنطالا قصيرا بالكاد يغطي الفخذين، على بطن عار تعلق به قرطا في السرة. طلبت فاندا مشروب كايبيرينها، واستمتعت باستراق النظر لهذا الجسد الخاوي من العيوب، المعروض للفرجة المجانية. تنهدت. «لماذا لا ترتدين شيئا كهذا؟» توجهت فاندا إلى زابينة بالسؤال بعد أن مضت النادلة، «فقوامك يسمح بذلك.» «لا تكبري المسألة. ليس كل الرجال يجدون هذا الأمر مثيرا. لا أعتقد أن توماس ...» «توقفي عن هذا»، قاطعتها فاندا، فهل الآن الوقت المناسب للحديث عن توماس. ليست فاندا في مزاج يسمح بالحديث عنه. «ألا تريدين معرفة ماذا حدث؟» ثم بدأت في سرد الأحداث لها بترتيب وقوعها منذ ليلة الاثنين، والمحاولة الفاشلة للحصول على البيانات من المعهد، والمداهمة الغامضة، وتصرفات يوهانيس الغريبة، وحماقتها هي نفسها في ترك ذاكرة اليو إس بي هناك، وتحاشت أن تنبئها بأسوأ ما حدث؛ ألا وهو أن فاندا نفسها هي التي ستتولى متابعة المشروع، فظلت تلف وتدور بكلمات مقتضبة حول محاولتها غير المجدية في العثور على بياناتها الخاصة وعن ريبتها في يوهانيس. «لا أستطيع أن أقيم يوهانيس. إنه يتصرف بصورة تختلف عن المعتاد.» «صحيح. في الأسابيع الأخيرة كان كثير التسلل حولي كلما دخلت وحدة الحيوانات، لدرجة أني كنت أشعر وكأني مراقبة في كثير من الأحيان.» «ولماذا يهتم هو ببيانات تجاربك؟» «ربما لكونها معلومات سرية، ولأنه لا يطيق شتورم.» «هل تلمحين إلى انتقام؟» «لا أستغرب منه ذلك. ربما بسبب الطريقة التي يتجاهله بها شتورم في الآونة الأخيرة. قد يكون هو التالي في ترك المعهد.»

تدبرت فاندا لوهلة. «لكن إن كان يبحث عن مسائل من العيار الثقيل، فلم قام بمحو بياناتك؟»

فنقرت زابينة على ذراعها وقالت: «فاندا، أذكرك بأن هناك من ضرب كلا منكما على رأسه.»

ضيقت فاندا عينيها: «بالضبط، والشخص الوحيد الذي علم أني أريد الذهاب إلى المعهد يوم الاثنين ليلا هو أنت.» «صحيح. وأعطيتك مفتاحي الإلكتروني وكلمة المرور الخاصة بي التي ستمكنك من الدخول إلى بنك المعلومات، ثم أرسلت في إثرك قاتلا مأجورا! عزيزتي ألا تعتقدين أنك حدت قليلا عن جادة الصواب؟»

ولوهلة صمتت كلتاهما. «شخص ما عبث بمكتبي.» تجولت عينا فاندا داخل الحانة وكأنها تبحث عن الفاعل هنا بين الزبائن. «كيف تعرفين؟» «لا يهم، أنا أعرف وحسب.» «هل تقصدين أن يوهانيس من الممكن أن ...» «... أو ربما شتورم.» «وما الذي يدعو شتورم إلى ذلك؟» «ربما ليختبر ولائي. على أية حال، فإنه يتوقع أننا على اتصال. سأتولى تقييم النتائج الخاصة بأبحاثك.»

Página desconocida