El Efecto Loto
تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي
Géneros
نظرت فاندا إلى سطح الشاشة. «الملف فارغ.» «لا يمكن، لقد حفظت فيه عشرين ملفا على الأقل.» «صفر، كل شيء محذوف. سأتصل بك لاحقا.» اقترب وقع خطوات في الرواق، فأنهت المكالمة وأغلقت حساب زابينة. بدا يوهانيس مصفر الوجه حين عاد إلى غرفة الكمبيوتر.
قال: «الجو هادئ»، استشعرت فاندا الإنهاك باديا في صوته، وتساءلت إن كان محبطا أم مرتاحا بسبب هذا الخبر.
سألته: «ماذا علينا أن نفعل الآن؟ هل نبلغ الشرطة؟ في نهاية الأمر، ثمة عملية سطو.»
سكت يوهانيس، ثم تحدث عن تجربة مهمة عليه أن يجريها غدا، وقد تم التخطيط لها منذ أسابيع ولن يمكن تأجيلها بعد كل الترتيبات التي اتخذت، ولا ينبغي أن يفشل الأمر، وكيف أنه في غاية التعب الآن، ولا بد أن يخلد للنوم. ليس من الضروري إبلاغ الشرطة، فلن يفعل رجالها شيئا سوى أن يسلبوهما الراحة، بل إن زيارة قصيرة لعيادة الطوارئ بدت له أكثر أهمية. له صديق يعمل في هذه الوردية. ألم يغش على كليهما؟ نظرت فاندا إلى ساعتها وقالت: «أنا بخير، فلتذهب أنت.» أشارت الساعة إلى عدة دقائق بعد الثانية عشرة والنصف. «يا للشناعة! لا بد أن سيارة الأجرة التي طلبتها قد رحلت.»
قال لها يوهانيس: «بوسعي أن أقلك معي، فقيادتي ليست بالسوء الذي تبدو عليه هيئتي.»
ولم لا؟ فكرت فاندا: لعلي أعرف منه المزيد في أثناء ذلك. سرا كانت سعيدة أن يوهانيس لم يشأ أن يبلغ الشرطة. نقلت بصرها ثانية في الغرفة قبل أن يغادرا. كانت كل الشاشات مطفأة. ضيقت فاندا عينيها لوهلة، ثم أغلقت الباب وهي تشعر أنها أغفلت أمرا مهما.
الفصل الحادي عشر
بعيدا عن المدينة القديمة
في هذه الأثناء كانت الساعة قد تخطت الواحدة بقليل. وقفت فاندا بمفردها أمام المتجر الكبير في وسط المدينة. دخلت في هالة الضوء الساطع في إحدى الواجهات وارتجفت. وفي هذه الأثناء ندمت على أنها رفضت عرض يوهانيس بتوصيلها إلى شمال المدينة، فقد كان يسكن في الحي الجنوبي. لم يتحدثا معا في أثناء الرحلة هبوطا من منحدرات اللان. «هل تتقدم في كتابة بحثك؟» ما إن قالت فاندا ذلك حتى غضبت من نفسها بسبب هذه المحاولة غير الماهرة في بدء حوار. لقد كان من الصعب عليها أن تنحي سوء ظنها بزميلها جانبا. شيء ما في تصرفاته في الأعلى في غرفة الكمبيوتر جعلها تتشكك فيه. تداعت إليها صور أحداث الساعة الأخيرة ثم اختفت ثانية. لم تكن تظهر الصور وفق تتابع منطقي، رغم أنها كانت تحاول ذلك جاهدة. انقشع الضباب قليلا في اتجاه الوادي. «لا بأس»، استغرق الأمر وقتا طويلا حتى أجاب يوهانيس، ثم صمت من جديد. بدا قلقا. لبضع لحظات كان يزيد من سرعة السيارة، ثم يرفع قدمه فجأة من على دواسة البنزين. كان دائم النظر في المرآة الأمامية. ألحت على فاندا صورة ظبي يهرب، دائما ما يتوقف بعد عدة قفزات ليتأكد مما وراءه. شعرة واحدة هي كل ما فصله عن دهس ذلك الرجل السكران الذي كان يعبر كوبري كونراد أديناور مترنحا. «اللعنة، كدت أصدمه.» كان صوت يوهانيس مثل صوت الحشرجة الخارجة من ماسورة موتوسيكل حين يخرج منها الهواء. لم يكن من الممكن، بسبب شدة الظلام، أن تعرف إن كان وجهه قد احمر أم اصفر جراء هذا الموقف.
قالت فاندا متأوهة: «أعتقد أن ثمة شارعا يحفر في رأسي، هل تسمع ضجيج معدات البناء؟» «كان علي أن أذهب بك إلى عيادة الطوارئ.» «سأذهب باكرا إلى الطبيب، أعدك بهذا.» حاولت فاندا أن يكون صوتها مقنعا. «ربما سأصاب بالبرد، فعندي فعلا صداع خفيف منذ عدة أيام.» ثم صممت أن يتركها تنزل في وسط المدينة بدعوى أنها في حاجة لإنعاش رأسها. كانت تعلم أنه لن يستطيع أن يأتي بشيء إزاء تصميمها. كانت تشعر بالغثيان، لكنها لم تخبره.
Página desconocida