الفصل الحادى والثمانون فى خرم البواسير التى يسيل منها الدم الفصل الحادى والثمانون فى خرم البواسير التى يسيل منها الدم وقطعها وعلاج الشقاق تكون البواسير على ضربين إما أن تكون فى داخل المقعدة تشبه نفاحات حمر او كأنها حب العنب وتكون منها صغار وكبار والدم يسيل منها دائما وتكون واحدة وتكون كثيرة وتكون خارج المقعدة وفى أطرافها إلا أن هذه التى تكون من خارج المقعدة تكون فى أكثر الأمر قليلة الرطوبة يسيل منها ماء أصفر او قليل دم سيلانا دائما وتكون على لون البدن، وعلاج الذى يكون من داخل المقعدة أن تأمر العليل أن يتبرز ويتزحر حتى تخرج المقعدة وتظهر اليك الثآليل فتسرع فتعلقها بالصنانير او تمسكها بظفرك ثم تقطعها عند أصولها، فإن لم تحتبس فيها الصنانير لرطوبتها واسترخائها فحذها بخرقة خشنة او بقطعة من خبة مرعز او اجذبها بأصابعك ثم اقطعها ثم ذر عليها بعد القطع بعض الذرورات الحادة لكى تقوم لها مقام الكى او فاكوها على ما تقدم فى باب الكى ثم عالجها بسائر العلاج حتى يبرأ، فإن لم تجبك المقعدة للخروج فاحقن العليل بحقنة فيها لذع قليلا لتغسل بها ما فى المقعدة وتنقاد للخروج بسرعة عند ما يتزحر العليل، فأم الثآليل الخارجة عن المقعدة فأمرها هين سهل وهو أن تأخذها بظفرك او تعلقها بصنارة وتقطعها ثم تعالجها بما ذكرنا حتى تبرأ، ومن كره القطع بالحديد فينبغى أن تستعمل خرمها على هذه الصفة تأخذ خيطا مفتولا وتدخله فى إبرة ثم تجذب الثؤلول الى فوق وتنفذه بالإبرة فى أصله من الجهة الأخرى وتلف طرفى الخيط أسفل الإبرة وهى معترضة وتشد الثؤلول شدا وثيقا ثم تعقد الخيط وتخرج الإبرة، تفعل ذلك بجميع الثآليل وتترك منها واحدة لا تخرمها لتسيل منها فضلة الدم، ثم تضع على المقعدة خرقة مغموسة فى دهن ورد او قيروطى وتضعها على المقعدة وتأمر العليل بالسكون ثم تتركه حتى تسقط فإذا سقطت الثآليل فعالجها بالمراهم وسائر العلاج حتى تبرأ، وأما علاج الشقاق فكثيرا ما يعرض من جفوف الزبل واعتقال الطبع فإذا أزمن ولم ينجع فيه دواء فينبغى أن تجرده بشفرة المبضع او بظفرك حتى يصير رطبا ويزول عنه القشر الأعلى الذى يمنعه من الالتحام ثم تعالجه حتى يندمل على ما ينبغى، فإن لم يندمل فعاوده بجرد أشد من الأول حتى يدمى نعما ويسلخ ثم عالجه فإنه يبرأ،

Página 515