الفصل السابع والخمسون فى تطهير الصبيان وعلاج ما يعرض لهم الفصل السابع والخمسون فى تطهير الصبيان وعلاج ما يعرض لهم من الخطاء الاختتان ليس هو بشىء غير تفرق الاتصال كسائر الجراحات إلا أنه لما كان من فعلنا بإرادتنا واستعماله فى الصبيان خاصة وجب أن نرسم فيه العمل الأفضل والطريق الأسهل المؤدى الى السلامة، فأقول إن الأوائل لم تذكر الاختتان فى شىء من كتبها لأنه لم يكن يستعمل فى شرائعهم وإنما هو ما اكتسبناه بالتجربة وذلك أنى وجدت الجمهور من الصناع والحجامين يستعملون التطهير بالموسى وبالمقص ويستعملون الفلكة والرباط بالخيط والقطع بالظفر وقد جربت جميع هذه الوجوه فلم أجد أفضل من التطهير بالمقص والرباط بالخيط لأن التطهير بالموسى كثيرا ما تلوذ له الجلدة لأن جلدة الغلفة طبقتان فربما قطعت الجلدة العليا وبقيت الطبقة السفلى فيضطر الى قطع آخر وألم مستأنف والتطهير بالفلكة لا يؤمن معها قطع طرف الإحليل لأنه ربما دخل فى ثقبها، وأما التطهير بالظفر فربما فلت الجلدة وفسد عملك او كانت جلدة الصبى قصيرة بالطبع فكثيرا ما يولدون كذلك لا يحتاجون الى تطهير وقد رأيت ذلك، وأما التطهير بالمقص والرباط بالخيط فالتجربة كشفت لى فضله لأن المقص متناسبة القطع من أجل أن الشفرة التى من فوق كالشفرة التى من أسفل فمتى عصرت يدك بتناسب الشفرتين قطعت على قياس واحد وفى زمن واحد فتصير زمام الخيط شبه حائط لجلدة الإحليل من كل النواحى لا يقع معه خطاء البتة، ووجه العمل أولا أن توهم الصبى ولا سيما إن كان ممن يفهم قليلا أنك إنما تربط الخيط فى إحليله فقط وتدعه الى يوم آخر ثم فرحه وسره بكل وجه يمكنك ذلك منه وما يقبله بعقله، ثم توقفه بين يديك منتصب القامة ولا يكون جالسا واخبأ المقص فى كمك او تحت قدمك لا تقع عين الصبى عليها البتة ولا على شىء من الآلات، ثم تدخل يدك الى إحليله وتنفخ فى الجلدة وتشيلها الى فوق حتى يخرج رأس الإحليل ثم تنقيه مما يجتمع فيه من الوسخ ثم اربط الموضع المعلم بخيط مثنى ثم اربط أسفل منه قليلا رباطا ثانيا ثم تمسك بإبهامك والسبابة موضع الربط الأسفل إمساكا جيدا وتقطع بين الرباطين ثم ارفع الجلدة الى فوق بسرعة وأخرج رأس الإحليل ثم اترك الدم يجرى قليلا فهو أفضل وأقل لورم الإحليل ثم تنشفه بخرقة رطبة ثم ذر عليه من رماد القرع اليابس المحرق فهو أفضل ما جربته او دقيق الحوارى فهو أيضا فاضل ثم تحمل على الذرور من فوق فى خرقة فص بيضة مطبوخة فى ماء الورد مضروبة بدهن الورد الطرى الطيب وتتركه عليه الى يوم آخر ثم تعالجه بسائر العلاج الى أن يبرأ، وهذه صورة المقص التى تصلح للتطهير: تكون فطساء قاطعة لا عوج فيها مسقية المسمار ويكون طول الشفرتين كطول المقبضين سواء، وأما الخطاء الواقع فى التطهير فربما قلبت الجلدة الداخلة كلها او بعضها عند القطع فينبغى أن تمدها من ساعتك بظفرك قبل أن يتورم الموضع وتقطعها على استواء، فإن لم تستطع على إمساكها بظفرك فاجذبها بصنارة واقطعها، فإن مضى له ثلاثة أيام وبقى ما تحت رأس الاحليل منتفخا وارما فاتركه حتى يسكن الورم الحار واسلخه برفق واقطعه على حسب ما يتهيأ لك، وتحفظ من رأس الإحليل فإن قطع شىء من رأس الإحليل فإنه لا يضر ذلك، فعالجه بما يلحم الجرح من الذرورات التى وصفنا فى مقالة الذرورات، وإن قطع من الجلدة فوق المقدار وتقلصت الى فوق فلا يضر ذلك أيضا كثير مضرة، فعالجه بما ذكرنا حتى يبرأ،

Página 401