«وروي في حديث أبي موسى الأشعري، أن النبي ﷺ، قال: لا يصيب العبد نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر قال: وقرأ ﴿وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير﴾» .
وروي «من حديث عمرو بن العاص، أن النبي ﷺ، قال: المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» .
«وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: من يرد الله به خيرًا يصب منه» رواه البخاري.
قوله يصب بفتح الصاد وكسرها.
وفي الصحيح «أن رسول الله ﷺ قسم مالًا، فقال بعض الناس: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، فأخبر بذلك رسول الله ﷺ، فقال: رحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر» .
وقال عبد الرزاق: حدثنا الثوري، عن سفيان العصفري، عن سعيد بن جبير، أنه قال: في قوله تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين﴾ .
قال: لم يعط أحد غير هذه الأمة الصبر، ألا تسمعون إلى قول يعقوب ﵇: ﴿يا أسفى على يوسف﴾ .
وروى سعيد بن منصور في سننه: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه أن ابن عباس ﵄ نعي إليه أخوه قثم، وهو في سفر، فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق فأناخ، ثم صلى ركعتين، فأطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: ﴿واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين﴾ .