أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر ٦٠] . وقال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ [الأنبياء ٩٠] . وقال: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي﴾ [البقرة ١٨٦] . وقال: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء:٣٢] . وقال: ﴿فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ﴾ [العنكبوت:١٧] . أي لا عند غيره لأن تقديم المعمول يفيد الاختصاص عند البيانيين، وفي حديث نزول الرب إلى السماء الدنيا: "من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له"١ وفي السنة من ذلك ما لا يحصى.
فإذا امتثل العبد أمر ربه فدعاه مخلصا صار ذلك عبادة منه لربه، فإذا دعا غيره فقد عبد ذلك الغير. وفي السنن عن النبي ﷺ "الدعاء هو العبادة"٢. وفي الحديث الآخر: "الدعاء مخ العبادة" ٣. فسمى النبي ﷺ الدعاء عبادة، فالدعاء في نفسه عبادة فكل مدعو معبود، وما أدري ما يقول هذا الرجل في دعاء العبد ربه واستغاثته به هل هو عبادة أم لا.
فإن قال ليس بعبادة فهذا مكابرة يعرفه كل عاقل، ومخالفة للكتاب والسنة وإجماع
الأمة، وإن أقر أنه عبادة من العبد لربه، قيل له هل تجد شيئا