79

Fundación de la Santificación en la Revelación del Engaño de Dawud bin Jarjis

تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس

Investigador

عبد السلام بن برجس العبد الكريم

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ

Año de publicación

٢٠٠١م

[فاطر:١٣،١٤] . فالمتصف بعدم سماع الدعاء وعدم الاستجابة أو المتصف بأحدهما ممتنع دعاءه شرعا وعقلا تتناوله هذه الآيات ونحوها من آي القرآن. فإن قيل: وردت الآثار بسماع الميت. قلنا: لم تدل على أنه يسمع كل كلام. قال شيخ الإسلام تقي الدين ﵀: وردت الآثار بأن الميت يسمع لكن لا تدل على أنه يسمع كل كلام، قال ابن عبد البر: صح عن النبي ﷺ أنه قال: "ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله روحه حتى يرد ﵇" ١. فهذا وغيره يدل على أن روح الميت ليست دائما في قبره، وأن لها اتصالا به لا يعلم حقيقته إلا الله، واعتبر هذا بسرعة نزول الملك وروح النائم وشعاع الشمس ونحوه. وقد أخبر النبي ﷺ عن صفة حياة الشهداء بما في صحيح مسلم عن ابن مسعود لما سئل عن ذلك فقال: إنا سألنا عن ذلك فقال: "أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل"٢ الحديث. ففسر حياتهم بذلك. وثبت في الحديث الذي رواه مالك في الموطأ عن كعب بن مالك أن النبي ﷺ قال: "إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه"٣. ورواه الترمذي وصححه. فهذا يدل على أن روح

١ أخرحه ابن الجوزي في العلل المتناهية رقم ١٥٢٣، وقال هذا حديث لا يصح وقد أجمعوا على تضعيف عبد الرحمن بن زيد، قال ابن حبان: كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته مع رفع المراسيل وإسناد الموقوف فاستحق الترك. ٢ اخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، حديث رقم ٤٨٦٢. ٣ أخرجه الإمام مالك في الموطأ رقم ٩٩٢. وابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى، حديث رقم ٤٢٧١، وصححه العلامة الألباني، أنظر السلسلة الصحيحة رقم٩٩٥

1 / 90