42

Fundación de la Santificación en la Revelación del Engaño de Dawud bin Jarjis

تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس

Investigador

عبد السلام بن برجس العبد الكريم

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ

Año de publicación

٢٠٠١م

[الأنعام:٧٣] . وقال: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ﴾ [الحج:٥٦] . وقال: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَانِ﴾ [الفرقان:٢٦] . وقال: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾ [البقرة:٤٨] . قال البيضاوي في هذه الآية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾ قال: وإيراده شيئا منكرا مع تتنكير النفسين ١ للتعميم والإقناط الكلي انتهى. وما ذكره البيضاوي من أن النكرة في سياق النفي تعم مجمع عليه عند البيانيين والأصوليين وعليه جميع المفسرين والفقهاء. وقال تعالى: ﴿وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا﴾ [لقمان:٣٣] . وقال: ﴿يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا﴾ [الدخان:٤١] . وقال: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا﴾ [الإنفطار:١٩] . فنكر النفسين وشيئا، وهذا من أبلغ صيغ العموم في النفي كما قال البيضاوي، فيعم جميع الأنفس وكل ما يقع عليه اسم شيء، ثم أكد بقوله: ﴿وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ . وقال ابن كثير: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ [الإنفطار: ١٧،١٨] . تهويل لشأن ذلك اليوم ولهذا قال: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا﴾ [الإنفطار:١٩] . أي لا ينفع أحد أحدا ولا يدفع أحد عن أحد شيئا ولهذا قال: ﴿وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ كقوله: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَانِ﴾ [الفرقان:٢٦] . وقوله: ﴿لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾ وكقوله: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قال قتادة: ﴿وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ قال: والأمر والله لله اليوم ولكن لا ينازعه يومئذ أحد ولا يصنع أحد شيئا إلا رب العالمين. وقال الزمخشري: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ [الإنفطار:١٧،١٨] . يعني أن أمر يوم الدين عظيم بحيث لا

١ في "ط" "النفس".

1 / 53