141

Fundación de la Santificación en la Revelación del Engaño de Dawud bin Jarjis

تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس

Investigador

عبد السلام بن برجس العبد الكريم

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ

Año de publicación

٢٠٠١م

وقال: ﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ﴾ [الروم:٣٣] . ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا﴾ [يونس:١٢] . وقول هذا الرجل فيما تقدم: إن الله أمر بالطلب من الأموات والغائبين عام في الأوقات والأحوال والأشخاص، فيا لله لعقول ضلت حين لم يتبين لها ضلال هذا في غالب كلامه وخاصة١ في قوله: إن الله أمر بطلب الحاجات من الأموات والغائبين. فكما قدمنا إذا كان الله يحب ذلك لأمره به في زعم هذا الضال فالأولى ملازمة ذلك في الشدة والرخاء [محافظة على ما يحبه الله في جميع الحالات. والموحدون يقولون الواجب على الناس إخلاص الدعاء لله وحده في الرخاء والشدة] ٢،فلا يسأل إلا هو وحده، ولا تطلب الحاجات إلا منه، ولا يرغب إلا إليه وحده. والمشركون الذين كانوا في زمن النبي ﷺ يخلصون الدعاء لله في الشدة وينسون غيره٣، ونصوص القرآن ناطقة بذلك. وهذا الملحد يقول: الاستمرار على الطلب من الأموات والغائبين في جميع الحالات أولى، لأن الله يحب ذلك، لأنه من الوسيلة التي أمر الله بها، فالمحافظة على ما يحبه الله أولى من الغفلة عما يحبه ﷾. فيا سبحان الله كيف يتلبس أمر هذا على عاقل سليم الفطرة؟! وما ذكره من قول صفية ألا يا رسول الله كنت رجاءنا. فهذه حال من يبكي شخصا ويرثيه، يخاطبه مخاطبة الحاضر، وتذكر حاله ﷺ معهم لأنه القائم بأمورهم فهو أبوهم خاصة وأبو المؤمنين عامة ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ [الأحزاب:٦] صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين. وقد حمى النبي ﷺ جناب التوحيد أبلغ حماية حتى قال: " لا تجعلوا

١ في "ط" وخاصيته. ٢ ما بين المعكوفين سقط من "ط". ٣ في "أ" "آلهتهم".

1 / 152