Tasrif al-ayyam wa-l-ʿusur bi-sirat al-sultan al-Malik al-Mansur
تشريف الأيام والعصور بسيرة السلطان ال¶ ملك المنصور
Géneros
ولما أصبح يوم الأحد استدعى بالخزائن وجميع البيوتات وجميع الناس وطلعوا إلى القلعة. وكان قد طلع بوالده خفية فنسل وکفن، وصلى عليه، وجعل في بعض أماكنه من القلعة، وحصل الشروع في ترتيب مكان دفنه، الذي نتلقاه منه الجئات، وتهيأ له بعده المرقات. فأما لما غيمة فصمت، غري الجلد، وقصمت ظهور أمة لم يجر ذاك لهم في خلد. واحتسب الله أجر هذه القوة التي علمها كل أحد، وكل بلد، وكل مدة، وكل مشرك و كافر، وكل مناف ومنافر. قال الله تعالى: ومن يخرج من بيته مهاجرة إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله » ولا خلاف بأنه قد وقع على الله تعالى أجره، ورفع عند الله بذ" قدره، وشاع بين الكرام الكاتبين ذكره. فرحم الله تعالى تلك الروح الطاهرة، وتلك النفس النفيسة، التي ما انتقلت من ملك الدنيا إلا إلى ملك الآخرة، ولم يتلقه الحور المنصورات في الخيام إلا من الخيام، ولم يؤخر دخول الناس للسلام عليه في مرضه إلا لتدخل الملائكة عليه من كل باب السلام في دار السلام. وقيف الله له من الميزة، أن قبض روحه الشريفة في سنة تسع وثمانين، وفي مثلها قبضت روح السلطان الشهيد الملك الناصر صلاح الدين، ولما كان وهي الساعة التي تهيألها رضوان خازن الجنان، وتهافتت الحور العين على الظهور لامیان، ووتى بوعده بشير القرآن، وقالت الأحاديث النبوية بالقبة الشريفة: إلى، وقالت تفاسير الكتاب العزيز: هل إلى مكان الذي به لا ينطق عن الهوى، ولا يبدل القول دئ، وقال الفرع الشريف: أنا مهبط لأعظم نور، و باب إلى قصور الحور، وإلى بتی حدود بركات البيت المعمور. فاكان بأسرع مما أقبلت وفود الملائكة في أبهى زی: { وأبهر زينة، وأتى التابوت فيه رحمة من الله وسكينة، والأرض قد كادت تميل وتنميد، والألسنة أدبا مع الله لا تبديه بغير الذكر ولا تعيد، والسلطان الملك الصالح نجم الدین ایوب) يقول: مرحبا با كرم جار جيد جديد، وأهلا سهلا بالضيف الذي تولى الله ضيافته، و إضافته فلم يحوجه لقار غير قار للكتاب المجيد.
Página 179