وأما الجاسوس الفقير الذي أمك وأطاق ، وأن يسبب من يتزا من الجواسيس بزي الفقراء قتل جماعة من الفقراء الصلحاء رجما بالظن فهذا باب من تلقاء ذلك الجانب كان نحه، وند من ذلك الطرق كان قده. وكم من متزی بفقير من ذلك الجانب سروه والى الاطلاع على الأمور سوروه. وأظفر الله منهم بجماعة كبيرة فرفع عنهم السيف، ولم يكشف ما غطوه بخرفة الفقر بل ولا كيف. وأما الإشارة إلى أن باتفاق الكلمة تنجلي ) الاختلاف، وتدير بها من الخيرات الأخلاف، و يكون بها صلاح العالم، وانتظام شمل بنی آدم، فلا راد لمن فتح أبواب الاتحاد وجنح إلى السلم وما حاد ولاحاد). ومن ثنى عينانه عن المكانة، كان كنم يد المصالحة الصاغة. والصلح و إن كان سيد الأحكام فلا بد من أمور تبني عليه قواعده، و بعلم من مدلوله فوائده. فالأمور المبسطورة في كتابه می کلیات لازمة يمر بها كل مغني ومنكم، إن تهيأ صلح أو لم. وثم أمور لا بد وأن تحكم، وفي سينكها عقود المعهود نظم. قد تحملها بلسان المشافهة التي إذا أوردت أقبلت إن شاء الله عليها النفوس، وأحرزتها صدور الرسائل كأحسن ما تحرزه سطور الطروس. وأما الإشارة إلى الاستشهاد بقوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فما على هذا النسق من الود بنسج ولا على هذا السبيل ينهج. بل لفضل التقدم في الدين ونصره عهود ترعى، و إفادات تستدعي. وما برح الفضل الأولوية و إن تنامي العدد للواحد الأول، ولو تأمل مورد هذه الآية في غير مكانها تروي وتأول:
Página 14