أن يتكلم فيها على خبط عشواء (1). والذي (2) صرح به أبو جعفر - رحمه الله - في معنى الروح والنفس هو قول التناسخية بعينه من غير أن يعلم أنه قولهم فالجناية بذلك على نفسه وعلى غيره عظيمة. فأما ما ذكره من أن الانفس (3) باقية فعبارة مذمومة ولفظ يضاد ألفاظ القرآن. قال الله تعالى: (كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) (4) والذي حكاه من ذلك وتوهمه هو مذهب كثير من الفلاسفة الملحدين الذين زعموا أن الانفس (5) لا يلحقها الكون والفساد، وأنها باقية، وإنما تفنى وتفسد الاجسام المركبة، وإلى هذا ذهب بعض أصحاب التناسخ
---
= وقال (س) في ضمن جواب المسألة المتممة للخمسين: فصل - وقوله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولد مبعوثا ولم يزل نبيا فإنه مجمل من المقال وباطل فيه على حال فان أراد بذلك أنه لم يزل في الحكم مبعوثا وفي العلم نبيا فهو كذلك، وإن أراد (بذلك) أنه لم يزل موجودا في الازل ناطقا رسولا وكان في حال ولادته نبيا مرسلا كما كان بعد الاربعين من عمره فذلك باطل لا يذهب إليه إلا ناقص غبي لا يفهم عن نفسه ما يقول والله المستعان وبه التوفيق. چ. (1) قال في (الحور العين - ص 313): والعشواء في قول الخليل: الناقة التي لا تبصر ما أمامها، فهي تخبط بيديها كل شئ وترفع طرفها لا تنظر موقع يديها، فضرب بها المثل لمن لا يتبين في أمره، فقيل: كراكب العشواء، وركب العشواء وهو يخبط خبط العشواء. (انظر مجمع الامثال ص 336 ج 2 ط مصر) أيضا. چ. (2) من هنا ذكره المجلسي في البحار 58: 81. (3) (ق) (ز): النفس. (4) الرحمن: 26 - 27. (5) في المطبوعة: النفس.
--- [ 88 ]
Página 87