انقَلَبُوا إلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ)، وقال [تعالى]: (فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وفَضْلٍ). والعامة تقول: أقلبت الصبيان، وأقلبت القوم، والثوب ونحو ذلك، بالألف، وهو خطأ؛ لأن فاعله قالب، ومفعوله: مقلوب، ومصدره: القلب، ومستقبله: يقلب، بفتح حرف المضارعة. ومعنى قلبت الثوب: جعلت أعلاه أسفله. وقلبته تقليبًا، إذا فعلت ذلك به مرارًا وفتشته، وكذلك كل شيء فعلت به ذلك. فإن أردت نقل الفعل من فاعله، إلى آخر، بالألف أو بحرف جر، جاز وتعدى حينئذ إلى مفعولين، كقولك: أقلبت المؤدب الصبيان وأصرفته إياهم؛ إذا أمرته بقلبهم وبصرفهم إلى منازلهم. وقلبت بهم وصرفت بهم، وأقلبت التاجر الثوب، إذا أمرته بقلبه، وقلب المجنون عينه، إذا رد أعلاها إلى أسفلها.
قال الراجز:
قالب حملاقيه قد كاد يجن
ومن هذا سمي قالب الخف، وقالب التكة، وقالب الزجاج، وغير ذلك. وكل ما قلب به شيء فهو قالب، وإنمات هو مقلوب به، ولكنه جعل الفعل له على المبالغة، فقيل له قالب لذلك.
وأما قوله: وقفت الدابة أقفها، فمعناه: حبست الدابة عن السير. وكذلك وقفت وقفًا للمساكين؛ / أي حبسته عليهم. وكذلك وقفت أنا؛ أي أحتبست عن الشيء أو المضي، وثبت في مكاني قائمًا. واسم فاعله: واقف، ومفعوله: موقوف، ومصدر ما لا يتعدى منه: الوقوف، ومصدر المتعدي: الوقف. وقد مضى ذكر علة ذلك وقياسه.
وأما قوله: مهرت المرأة، من المهر، فمعناه: جعلت لها مهرًا، أو سميت لها مهرًا، وهو الصداق. والعامة تقول: أمهرت المرأة، بألف، وللعرب فيه لغتان مرويتان: مهرت، على فعلت، وأمهرت، على أفعلت؛ فالذين قالوا: مهرت، على فعلت، بغير ألف،
1 / 78