وأنا أعذر الأستاذ حسنين في سذاجته، لا أمانته، فهو متدرب مبتدئ والطريقة التي اتبعها تدل على المغالاة في إبراز الجهد، أو على قلة ثقة في النفس لما تفرضه بدايات الأشياء من تهيب، أو أنه فعل ذلك نزولًا على رأي الأستاذ المشرف، وأرجح هذا الفرض الأخير، لأن هذه الطريقة كانت نموذجًا يحتذيه بعض المستشرقين في القرن التاسع عشر وأوائل العشرين، عجزًا منهم عن تبين وجه حاسم للصواب.
(٣) خطأ في الشكل (مُوهنًا أصبحت مَوْهنًا) وهذا من قبيل " الخطأ " الإملائي، يشار إليه في المقدمة وحسب؛ فالشكل في المخطوطة ليس ملزمًا للمحقق، إلا إذا كانت نسخة عالم مرموق أو قرئت على عالم مشهور، أما في مخطوطة كتاب التشبيهات التي لا يعرف ناسخها ولا تاريخ نسخها، وفي أمثالها، فصواب اللفظ هو ما صوبه المعجم لا غير.
(٤) مشكلة كتابة الهمزة (جيه أصبحت جيئه) وهذا من باب الإملاء أيضًا، وليس هو خطأن إذ لم تكن للهمزة قاعدة مضبوطة عند النساخ، وما تزال كتابتها في الإملاء الحديث محط اختلاف كثير، فأنا أكتب يقرأون " بهمزة فوق الألف " وغيري يكتبها يقرؤون؛ والمطبعة المصرية تكتب: " شئون " و" رءوس " وغيرها يكتب " شؤون " و" رؤوس "، وكان أحد أساتذتنا في جامعة القاهرة يكتب " يأيها " وأنا لا أستطيع أن أقرأها إلا إذا كتبتها " يا أيها " والأستاذ حسنين يكتب " هأنذا " وأنا أصر على أن أكتبها كما ألفظها " ها أنا ذا ".
يتخلص من كل ذلك أن التغييرات الأساسية أو المواطن التي تتحمل قراءة أخرى أو عددًا من القراءات هي التي يشار إليها في الحواشي، ومن أمثلة ذلك:
(١) يكاد وجه من يراه: الوزن مكسور، فإذا غيرت " من " وجعلتها " الذي " استقام الوزن، ولابد الإشارة إلى ذلك، لأنه تغيير تام لصورة الأصل.
(٢) هوت للعذل في أهل التصابي بهن: " هوت " لا معنى لها وقد قدرت أن تكون " يموت العذل ... " وأثبت الأصل، لأنه قد تكون هناك قراءة أخرى محتملة، وقد صح التقدير إذ قرأها الأستاذ حسنين " يهون " ولا تزال " يموت "
1 / 5