(وتعاونوا على البر والتقوى) فكل ما لمخلوق فيه مصلحة في دينه أو فيما لا غنى به عنه في دنياه فهو بر وتقوى. قال لي أبو محمد: وله كتاب سماه كتاب " محمد وسعدى " مليح في معناه وعاش بعد الأربعمائة بمدة؛ ومن شعره: ... الخ.
وقد نقل الصفدي هذه الترجمة في الوافي أيضًا عن الحميدي (١) . وهكذا اجتمع في كتاب الصفدي ترجمتان من مصدرين مختلفين إحداهما لمحمد بن الحسين والثانية لمحمد بن الحسن؛ ويكاد أن لا يكون بينهما اختلاف إلا في اسم الأب حيث الخطأ سهل الوقوع:
١ -؟ فهما يتفقان في الاسم والكنية والشهرة.
٢ -؟ وفي شهرتهما بالطب والمنطق والنجوم وكثير من علوم الفلسفة.
٣ -؟ وقد عاشا في وقت واحد، والنص على تاريخ الوفاة عند صاعد أدق.
٤ -؟ وأضاف الحميدي إلى شخصه ابن الكتاني نشاطًا لم يشر إليه صاعد وهو " مشاركته القوية في علم الأدب والشعر " وذلك شيء ربما لم يكن يهم صاعدًا وهو يتحدث عن النشاط الفلسفي والطبي لدى الأندلسيين.
٥ -؟ وزاد الحميدي نسبة " المذحجي " إلى ابن الكتاني محمد بن الحسن ولعل فقدان هذه النسبة عند صاعد أمر ثانوي القمية.
فهل الترجمتان لشخص واحد أو لشخصين مختلفين؟: لقد حل كل من ابن الأبار وابن عبد الملك المراكشي هذا اللبس حين ترجما (٢) لمن اسمه: محمد ابن الحسن بن الحسين المذحجي أبو عد الله الكتاني، فأوردا ما قاله صاعد عن محمد بن الحسين، وما قاله الحميدي عن محمد بن الحسن، وبذلك أثبتا أن الترجمتين لشخص واحد، وأن الصفدي في تكرار الترجمة كان ضحية النقل عن مصدرين مختلفين.
_________
(١) انظر الجزء ٢: ٣٤٨ (رقم الترجمة: ٨٠٧) .
(٢) التكملة: ٣٨٣ والذيل والتكملة ٦: ١٦٠.
1 / 10