الفصل الثالث
تاريخ الشيعة السياسي
في العهدين الأموي والعباسي
العهد الأموي
لحق أمير المؤمنين بأخيه المصطفى صلوات الله عليهما ، واعتزل الإمام الحسن عليه السلام في بيته ، وحكم معاوية جميع الاقطار والامصار الإسلامية بأمره لابأمر الله ولا بأمر الشعب ، وماذا كان ينبغي له أن يفعل بعد أن أصبح الامبراطور الباغي الاوحد دون مزاحم ورقيب؟
دخل معاوية الكوفة وصعد على المنبر ، وخطب يشكر الله على النصر ، فقال : «يا أهل الكوفة ، أتروني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج ، وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتحجون ولكنني قاتلتكم لأتأمر عليكم .. وكل شرط شرطته للحسن فتحت قدمي هاتين» (1).
أما الشروط التي اشترطها الإمام الحسن عليه السلام ، وأمضاها معاوية ، ثم نقضها ، فهي : «أن يعمل معاوية بكتاب الله وسنة نبيه ، وأن لايعهد لأحد من بعده ، وأن
Página 101