(مدرسة للفقه الشيعي)، ومركزا كبيرا من مراكز الاشعاع العقلي في العالم الإسلامي.
ويطول بنا الحديث لو أردنا أن نحصي عدد الفقهاء الشيعة في هذه الفترة ، وما تركوا من آثار ، ويكفي الباحث أن يرجع إلى كتب (أعيان الشيعة)، و (رجال النجاشي)، و (الكشي)، و (تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام) ليعرف مدى الأثر الذي تركه فقهاء الشعية في هذه الفترة التي تكاد تبلغ قرنا ونصف القرن من تاريخ الإسلام في الدراسه الفقهية ، والمحافظة على السنة النبوية.
2 مدرسة الكوفة
في أخريات حياة الإمام الصادق عليه السلام انتقلت مدرسه الفقه الشيعي من (المدينة) إلى (الكوفة)، وبذلك بدأت حياة فقهية جديدة في الكوفة.
وكانت الكوفة حين ذلك مركزا صناعيا وفكريا كبيرا ، تقصده البعثات العلمية والتجارية.
وقد أثر وفود العناصر المختلفة إلى الكوفة ، طلبا للعلم أو التجارة ، في التلاقح العقلي والذهني في هذه المدرسة ، كما كان لها الأثر البالغ في تطوير الدراسات العقلية فيها.
وقد هاجر إليها فوق ذلك وفود من الصحابة والتابعين والفقهاء وأعيان المسلمين ، من مختلف الأمصار ، وبذلك كانت (الكوفة) حين انتقل إليها الإمام الصادق عليه السلام وانتقلت إليها (مدرسة الفقه الشيعي) من أكبر العواصم الإسلامية.
Página 66