El Chiismo en la poesía egipcia en la época de los ayubíes y mamelucos
التشيع في الشعر المصري في عصر الأيوبيين والمماليك
Géneros
2
فهذه المعاني التي وردت في هذه المقطوعة لا يمكن أن تصدر إلا من شاعر يعتنق التشيع له دينا، فولايته لآل البيت، وإسباغ الفضائل عليهم، وشفاعته بهم، وحزنه على الحسين بن علي وعلى من قتل من العلويين، كل هذه معان شيعية خالصة لا ينشدها إلا شاعر شيعي، ولكن العزازي في هذه القصيدة وفي غيرها من قصائده الشيعية في ديوانه لم يلم بالمعاني الفلسفية الشيعية التي كنا نراها عند شعراء الفاطميين، بل اكتفى بإيراد المعاني الشيعية العامة التي يقول بها كل فرق الشيعة غير المتطرفة على اختلاف مذاهبهم؛ ولذلك صار من الصعب علينا أن نتعرف الفرقة الشيعية التي كان ينتمي إليها العزازي.
وكذلك نقول عن الشاعر ابن شواق الإسنائي جلال الدين الحسن ابن منصور الذي وصفه الأدفوي بقوله: «رأيته وصحبته مدة، وكان رئيس الذات والصفات، حسن الأخلاق ، كريما في نهاية المكرم حليما له في الحلم علم، وقد ذكرنا كيف صودرت أمواله لتشيعه وأنه رحل إلى القاهرة، فاجتمع بالصاحب تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين، فأعجب هذا به وعرض عليه العمل في ديوان الإنشاء فرفض، كان هذا الرجل يتشيع وكان تشيعه على النحو الذي كان عليه شيعة مصر قبل عصر الفاطميين، أي حب الصحابة وتعظيمهم والاعتراف بفضلهم، إلا أنه كان يقدم علي بن أبي طالب عليهم.»
3
ومع ذلك كان هذا المتشيع شاعرا، وقد وصلتنا قصيدة له يمدح بها أهل البيت ويصفهم بصفات هي أقرب ما يكون إلى الصفات التي يذكرها علماء الشيعة الإسماعيلية عن الأئمة، فهو يقول:
كيف لا يحلو غرامي وافتضاحي
وأنا بين غبوق واصطباح
مع رشيق القد معسول اللما
أسمر فاق على سمر الرماح
جوهري الثغر ينحو عجبا
Página desconocida