El Sufismo Islámico y el Imam Shacrani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Géneros
ويقول ابن إياس واصفا للمباشرين الذين أذلوا الشعب المصري ونهبوا أمواله: «كان المباشرون كالملوك يتصرفون في أمور الدولة بما يشاءون وليس على يدهم يد.»
3
وكان أخطر ما عانى الشعب المصري فوق ذلك أن العلماء - كما يقول المؤرخون - مشوا في ركاب الطغاة من الحكام والولاة، وغدوا لهم بطانة وحاشية؛ فزادوهم ظلما وعدوانا، وأسبغوا على ظلمهم وعدوانهم ظلا كاذبا من الدين.
وبقي المتصوفة وحدهم يحملون مشاعل الجهاد، ويصرخون في وجه كل جبار: قف، من أنت؟
ورجال التصوف عرفوا دائما بانتفاضهم على الظلم والظالمين؛ لأنهم ارتفعوا بحياتهم فوق الرغبة والرهبة، وسموا بإيمانهم فوق ما يذل الناس من شهوات، وفوق ما يخيف الناس من جبروت.
أو كما يقول علي مبارك متحدثا عن موقف المتصوفة من جبروت الولاة الأتراك: ولكن هذا الجبروت كان ينحل أمام زعماء المتصوفة.
ولقد تركزت قوة التصوف خلال هذا العهد في زعيم التصوف الشعراني، وبذلك تمثلت في الشعراني مقاومة الشعب المصري وتمرده على الظلم والظالمين.
واستطاع الشعراني بإيمانه وشخصيته وجهاده أن يمثل سلطة الشعب ، وأن يرد العدوان عنه، وأن ينتزع له حقوقا من ظالميه.
سئل غاندي عن السر في أن الإنجليز لم يستطيعوا أن ينالوا منه، أو يخضعوه لسلطانهم مع ضعفه وقوتهم، فقال: «يرجع ذلك إلى سببين؛ الأول: أني لا أملك شيئا يستطيع الإنجليز أن يأخذوه مني، فحرصا عليه أخضع، والثاني: أني لا أطمع في شيء يستطيع الإنجليز أن يمنعوه عني، وطمعا فيه أخضع.»
وكذلك كان موقف الشعراني من جبابرة الأتراك، لا يمد عينه إلى ما لديهم من متاع وجاه، ولا يحرص على شيء في الحياة.
Página desconocida