El Sufismo: La Revolución Espiritual en el Islam
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Géneros
وقد اتبع الصوفية طريقة التأويل هذه واستعملوا فيها أساليب ومصطلحات الشيعة إلى حد كبير، ولكنهم استعملوا أيضا طريقتهم الخاصة التي سموها طريقة «الاستنباط» أي كشف معاني القرآن بترديد قراءة نصوصه.
طريقة استنباط معاني القرآن
اعتبر الصوفية تلاوة القرآن ضربا من العبادة؛ لأن لهم في تلاوة القرآن أغراضا تتحقق فيها العبادة بمعناها الصحيح، وأهم أغراض التلاوة عندهم: الحضور التام بالقلب في الحضرة الإلهية، ومناجاة الله بكلامه، والخضوع التام للأمر والنهي كما وردا في آيات الأمر والنهي، وإيقاف العبد نفسه في موقف المخاطب بكل آية، وغير ذلك من المعاني التي يراعيها الصوفية في عبادتهم. يقول أبو طالب المكي في «قوت القلوب»: «فإذا كان العبد ملقيا السمع بين يدي سميعه، مصغيا إلى سر كلامه، شهيد القلب لمعاني صفات شهيده، ناظرا إلى قدرته، تاركا لمعقوله ومعهود علمه، متبرئا من حوله وقوته، معظما للمتكلم، واقفا على حضوره، مفتقرا إلى الفهم بحال مستقيم وقلب سليم وصفاء يقين وقوة علم وتمكين: سمع فصل الخطاب، وشهد علم غيب الجواب.»
1
وتنحصر طريقة الاستنباط عند الصوفية في تلاوة سورة أو آية من القرآن وتكرارها، متدبرين في كل تلاوة معاني ألفاظها، لا ينتقلون من آية إلى أخرى حتى يشاهدوا معاني الأولى ويفتح الله عليهم بما يعينهم على فهم الآية اللاحقة، مع حضور القلب وجمه الهمة والاشتغال بما هم فيه دون غيره، بحيث يتصف القلب بصورة المقروء ويتلون بلونه، فيحزن للوعيد ويفرح للوعد، ويشعر بالخشية والرهبة عند تلاوة آيات الوعد والاعتبار.
يقول الحسن البصري: «والله ما أصبح اليوم عبد يتلو هذا القرآن يؤمن به إلا كثر حزنه وقل فرحه وكثر بكاؤه وقل ضحكه وكبر نصبه وشغله وقلت راحته وبطالته.»
2
ويقول أبو طالب المكي: «فإذا فهم العبد الكلام (أي كلام الله) وعامل به المولى، تحقق بما يقول وكان من أصحابه ولم يكن حاكيا لقائله. (وذلك) مثل أن يتلو منه:
إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ،
3
Página desconocida