El Sufismo: La Revolución Espiritual en el Islam
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Géneros
فخاطبت موجودا بغير تكلم
ولاحظت معلوما بغير عيان
2
أي إنه لما استولى عليه سلطان الوجد وأشهده أن الحق جليسه وحاضر معه، ولما فرغ فؤاده من كل شيء إلا من الله، شهد الله في كل شيء وفي كل مكان، وخاطبه بغير لسان، وعاينه بغير عيان، وهذا بعينه هو الفناء الصوفي، وهو وحدة الشهود التي أسلفنا ذكرها.
أما ما فهمه المتأخرون من أصحاب الطرق الصوفية من الذكر في الحلقات، وما يصحبه من حركات الرقص التوقيعي على نغمات الموسيقى، فليس من الذكر في شيء، ولكنه ضرب من الدجل والشعوذة يؤدي إلى حال أدنى إلى الصرع منها إلى الفناء الصوفي، وهو مظهر من مظاهر الانحلال في أوساط أدعياء التصوف الذين يتبرأ منهم الصوفية المخلصون، ولم يبتل التصوف بمثل ما ابتلي به على أيدي هؤلاء الجهلة الذين شوهوا جماله وأفسدوا سمعته ومعناه.
والذكر أمر مشترك بين العبد وربه كما نصت الآية الكريمة:
فاذكروني أذكركم ، وما نص عليه الأثر الذي يرويه النبي عن الله وهو قوله تعالى: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني. إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.»
3
إنني لا أعرف قولا أروع ولا أعذب من هذا في وصف الصلة بين العبد وربه الرحيم الودود السميع الدعاء القريب من المقربين إليه، وليس أبعد من الحق، وأدنى إلى مجافاة الصواب من وصف إله الإسلام - كما وصفه بعض الجاحدين من المنكرين - بأنه طاغية مستبد يتحكم في عباده غير عابئ بمصائرهم!
الحياة الصوفية في ظل المرشدين وأصحاب الفرق
Página desconocida