El Sufismo: La Revolución Espiritual en el Islam
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Géneros
الله لا إله إلا هو ، وما أشبه ذلك.
ومن أبرز أنواع الذكر عند الصوفية التسبيح والحمد والثناء على الله والتفكير في عظمته وآلائه، وفي تواتر إحسانه ونعمائه، والتفكير في تقصير العبد عن الشكر والاعتراف بظواهر النعم وبواطنها، والعجز عن القيام بما أمره الله به من حسن الطاعة.
4
ففي التسبيح ينزه الذاكر الله عن صفات المحدثات، وينفي عنه كل عيب ونقص، وفي التفكير يتأمل الذاكر في صفات الله وآلائه وعجائب مخلوقاته، كما يتأمل في نفسه وما اقترفه من ذنوب وآثام، وفي عقاب الله وبلائه الظاهر والباطن، وفي الحمد والثناء يتذكر الذاكر ما أنعم الله به عليه من النعم، ويؤدي ما وجب عليه من الشكر نحو مسديها؛ ولهذا قالوا إن الذكر اسم جامع لأعمال القلوب كلها: فإن من ذكر الله الذكر الحقيقي وراقب في ذلك جميع أقواله وأفعاله وخواطره، كان ذكره مصدر أعمال قلبه، أو كان جماع هذه الأعمال، والحقيقة أن السالك إلى الله ليس بحاجة إلى التزود بزاد غير «الذكر»، فإن من ذكر الله في ذاته وصفاته وأفعاله على نحو ما يجب أن تكون عليه ذاته وصفاته وأفعاله فقد عبده العبادة المثلى.
ومن ذكر الله ذكر شرعه وامتثل أمره ونهيه فأطاع الله الطاعة المثلى، ومن ذكر ربه عرف معنى الربوبية وتحقق بمعاني العبودية، وأدرك قدر نفسه وقدر العالم الذي يعيش فيه، وزهد في الدنيا وزخرفها. فالذكر - بهذا المعنى - هو النبراس الذي يضيء السبيل إلى الحياة الروحية الحقة، بل هو الحياة الروحية ذاتها.
ويعتبر الصوفية «الذكر» أعلى منزلة من الصلاة المفروضة، ويستشهدون على ذلك بقوله تعالى:
اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر
5
قالوا إما بمعنى أن الذكر أكبر من الصلاة إطلاقا، أو بمعنى أنه أكبر شيء في الصلاة كما ذهب إليه ابن عربي.
6
Página desconocida