El Sufismo: La Revolución Espiritual en el Islam
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Géneros
والحب عند ابن عربي هو أصل العبادة وسرها وجوهرها؛ إذ لا معبود إلا وهو محبوب، ولولا الحب ما عبد شيء من إنسان أو شجر أو كوكب أو صنم؛ لأن الشيء لا يعبد إلا بعد أن يخلع عليه العابد لباس التقديس، وهو لا يقدسه إلا بعد أن يحبه ويتفانى في حبه. فالمعبود والمحبوب إذن عين واحدة وإن اختلفت عليها الأوصاف، فإنك تسميها معبودا من وجه ومحبوبا من وجه آخر والمسمى واحد في الوجهين، والنتيجة التي يخلص إليها ابن عربي هي أن المحبوب على الإطلاق هو عينه المعبود على الإطلاق؛ لأنه هو الظاهر بصورة كل ما يحب وما يعبد، وفي هذا يقول:
وحق الهوى إن الهوى سبب الهوى
ولولا الهوى في القلب ما عبد الهوى
9
يقسم بقدسية الهوى (الحق) أن الهوى الساري في جميع مراتب الوجود، المعبود في جميع صوره، هو علة الحب في جزئياته وأشكاله، وأنه لولا وجوده وتجليه في صور المعبودات وفي قلوب العابدين ما عبد معبود ولا وجد عابد، ويذكر الشيخ في «فتوحاته» أنه شاهد «الهوى» في بعض مكاشفاته ظاهرا بالألوهية جالسا على عرشه «وجميع عباده حافون من حوله.» ويقول: «ما شاهدت معبودا في الصور الكونية أعظم منه.» «فالهوى إذن - في نظر ابن عربي - اسم من أسماء الله، هو الحب عينه، وهو المحبوب، بل هو أعظم أسماء الله على الإطلاق.»
10
ولما كانت جميع المعبودات مجالي ومظاهر لعين واحدة ظهرت في الوجود فيما لا يتناهى من الصور، كان كل المعبودين صورا ومجالي للمعبود الواحد الحق، وهذا - في نظر ابن عربي - هو معنى قوله تعالى:
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه
11
أي حكم وقدر أنكم لن تعبدوا شيئا إلا أن يكون ذلك الشيء مجلى من مجالي الله.
Página desconocida