215

Ordenación de percepciones y acercamiento de caminos para conocer las eminencias de la doctrina de Malik

ترتيب المدارك و تقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك

Editorial

مطبعة فضالة - المحمدية

Número de edición

الأولى

Ubicación del editor

المغرب

قال: فإن جاء رجل فكلمناه فغلبنا.
قال اتبعناه.
فقال له مالك يا عبد الله بعث الله محمدًا بدين واحد وأراك تنتقل وقال عمر بن عبد العزيز من جعل دينه عرضًا للخصومات أكثر التنقل.
وقال مالك ليس الجدال في الدين بشيء.
وقال مالك المراء والجدال في العلم يذهب بنور العلم من قلب العبد.
وقال إنه يقسي القلب ويورث الضغن.
قال الزهري رأيت مالكًا وقومًا يتجادلون عنده فقام ونفض رداءه وقال إنما أنتم حرب.
قال الهيثم بن جميل قيل لمالك: الرجل له علم بالسنة يجادل عنها؟ قال لا.
ولكن يخبر بالسنة.
فإن قبل منه وإلا سكت.
قال أبو طالب المكي: كان مالك أبعد الناس من مذاهب المتكلمين وأشدهم بغضًا للعراقيين: وألزمهم لسنة السالفين من الصحابة والتابعين.
قال سفيان بن عيينة: سأل رجل مالكًا، فقال على العرش استوى.
كيف استوى يا أبا عبد الله؟ فسكت مالك مليًا حتى علاه الرحضاء وما رأينا مالكًا وجد من شيء وجده من مقالته، وجعل الناس ينتظرون ما يأمر به ثم سري عنه.
فقال الاستواء منه معلوم، والكيف منه غير معقول، والسؤال عن هذا بدعة والإيمان به واجب وإني لأظنك ضالًا أخرجوه عني.
فناداه الرجل يا أبا عبد الله والله الذي لا إله إلا هو لقد سألت عن هذه المسألة أهل البصرة والكوفة والعراق فلم أجد أحدًا وفق لما وفقت له.

2 / 39