والاوأئل من علماء الطب والفلسفة يقسمون السنة على اربعة اوقات غير معتدلة ويقضون بان القيظ والشتا أطول زمانا وأزيد مدة من الربيع والحريف ويحدون للقيظ اربعة اشهر وللشتا اربعة اشهر وللربيع شهرين وللخريف شهرين اذ كانا وسيطين بين الحر والبرد وليس في مدتهما طول ولا في زمانهما اتساع وسياتى جميع ذلك مفسرا في مواضعه وموقتا لحدوده إن شاء الله فالشمس تقطع السماء في سنة وتقوم في كل برج شهرا وفي كل منزل من المنازل ثلثة عشر يوما والقمر يقطع السماء في شهر ويقوم في كل برج ليلتين وثلث ليلة وفي كل منزل ليلة ويقطع المنازل في استسراره كما يقطعها في ظهوره فعدد ايام السنة على قطع الشمس للفلك، ثلث مائة وخمسة وستون يوما وربع فينجبر من هذا الربع يوم واحد في كل اربع سنين تزيده العجم في دجنبر فيكون من اثنين وثلثين يوما فتسمى الروم حينئذ السنة كبيسة ويزيده السريانيون في سباط فيكون من تسعة وعشرين يوما وعدد ايام السنة على الأهلة ثلث مائة واربعة وخمسون يوما وثلثة اعشار وثلثا عشر فتزيد السنة الشمسية على القمرية عشرة ايام وثمانية اعشار وخمسة اسداس عشر يوم، والقمر يسمى في اول ليلة طلوعه وفي الثانية والثالثة هلالا ثم يسمى قمرا الى اخر الشهر ويسمى عند كماله بدرا، لمبادرته الشمس بطلوعه ويقال سمي بدرا لكماله وامتلائه كما سميت البدرة من المال لكمالها والعرب تسمى ثلث ليال من الشهر باسم على حسب عمل القمر ومحل الليالي من العدد فيقال في اولها ثلث غرر وثلث نفل وثلث تسع وثلاث عشر وثلث بيض وثلث درع وثلث ظلم وثلث حنادس وثلث دآدئ وثلث محاق وتحمد العرب المطر وقت الاستسرار والاستهلال ووقت انتصاف الشهر، ثم نذكر الشهور العجمية وما يوافقها من البروج والمنازل وما لكل شهر من الايام ومكانه من الازمان وطبعه وما يصلح استعماله فيه وما لا غناء لكل احد من معرفته وارتقاب وقته من مرافق الناس ومصالحهم في أبدانهم واقواتهم فاول سنة العجم ينير وهم يؤرخون على تاريخ الصفر واول سنة السريانيين تشرين الاول وهم يؤرخون على سنى الاسكندر ذي القرنين وانما جعلت النصارى ينير اول تاريخهم إذ كان الاول منه بقولهم سابع ميلاد المسيح عليه السلام ويوم ختنه، وقد ذكرت في هذا الكتاب جميع اعياد العجم ليكون ذلك زيادة في المعرفة وعونا على الدلالة وللعجم عيد الفصح ويسمونه قيامة المسيح ويتقدمه صومهم واول اوقات كون الفصح عندهم الثاني والعشرون من مارس لا يتقدم قبل ذلك بيوم واخر أوقاته اليوم الرابع والعشرون من ابريل ولا يتأخر بعد ذلك بيوم ويكون ابدا (؟) صومهم قبل الفصح باثنين واربعين يوما والفصح فطرهم واكبر اعيادهم ولا يكون الا في يوم الاحد،
Página 10