Traducción en el mundo árabe: la realidad y el desafío: en la luz de una comparación estadística claramente significativa
الترجمة في العالم العربي: الواقع والتحدي: في ضوء مقارنة إحصائية واضحة الدلالة
Géneros
وانطلاقا من إيماننا بأن التفكير العلمي والبحث العلمي هما محور ارتكاز حضارة العصر؛ لذلك اتخذتهما أساسا لبيان طبيعة اتجاه حركة الترجمة، والمقارنة بين البلدان العربية وبين إسرائيل وعدد من البلدان الأخرى. وتأكيدا لما ذهبنا إليه، نشير بداية إلى أن الصهيونية واعية منذ نشأتها في القرن التاسع عشر بحقيقة التحديات العلمية، ودور سلاح العلم اجتماعيا وثقافيا وعسكريا، باعتباره أمضى سلاح في المواجهة. لهذا شرعت الحركة الصهيونية منذ البداية في تمهيد «أرض الميعاد» على أساس علمي، وبدأت في تطوير العلوم البحتة والتطبيقية بهمة وإدراك موضوعي للمكانة الأولى التي يحتلها العلم في السلم وفي الحرب. وهكذا جعلت العلم - إنجازا نظريا وتطبيقيا - عدتها وسلاحها لبناء قوة ردع عسكرية ذاتية (عدة وعتادا، مركز بحث وقوة بشرية منظمة)، تهيئ لها قدرا من استقلال الرأي والاعتماد على النفس، علاوة على ما يصلها من دعم خارجي. وبدأت الصهيونية جهودها هذه منذ مطلع القرن العشرين، بينما كانت تركيا العثمانية أو الرجل المريض على فراش المرض يحتضر. ووضعت الصهيونية حجر الأساس للجامعة العبرية في القدس عام 1918م، وهي الجامعة التي تركز، شأن جامعات أخرى نشأت بعد ذلك، على العلوم الطبية والبيولوجية والزراعية والعلوم الأساسية (علوم الوراثة والهندسة البيولوجية والمعلوماتية وعلم الكمبيوتر والإلكترونيات، وهي العلوم التي تشكل طليعة التكنولوجيا الحديثة) (أنطوان زحلان، المستقبل العربي، ع86 أبريل/نيسان 1986م). وبدأت إسرائيل أول برنامج للأبحاث النووية لها عام 1948م؛ أي عام النشأة، وافتتحت جامعة إسرائيل قسما لهندسة الطيران عام 1954م، واشتركت إسرائيل في معرض هانوفر الجوي عام 1968م، حيث عرضت طائرة ذات محركين توربينيين تصلح لنقل المسافرين والبضائع. وبدأ إنتاج هذه الطائرة بالجملة قبل نهاية 1969م (أنطوان زحلان، العلم والتعليم العالي في إسرائيل، دار الهلال، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، ترجمة محمد صالح العالم 1970م).
وفي أوساط الستينيات كانت إسرائيل أنشأت بنية أساسية علمية وتكنولوجية، واحتلت المرتبة السادسة عشرة بين دول العالم في حجم إنتاج الأبحاث. وكان لديها آنذاك عدد من العلماء الناشرين ضعف ما لدى دول أمريكا اللاتينية مجتمعة، وضعف ما لدى أفريقيا كلها. وبلغ مجموع ما نشره العلماء التكنولوجيون الإسرائيليون ثلاثة أضعاف ما نشره البحاثة في الوطن العربي (أنطوان زحلان، نفس المرجع). ويزيد عدد البحوث العلمية في إسرائيل عام 1967م - أي منذ ثلاثين عاما - عما قدمه العرب آنذاك ب 660 بحثا، بينما يزيد عددها عام 1983م؛ أي منذ خمسة عشر عاما ب 2045 بحثا؛ أي إنها في ازدياد مطرد ونحن في تراجع. هذا بينما توجد في الوطن العربي 71 جامعة كاملة، وما بين 300 إلى 1000 مركز أبحاث تضم جميعها حوالي 50000 من أساتذة وأعضاء معاهد البحوث؛ أي علماء (أنطوان زحلان، الإنتاج العلمي العربي، مجلة المستقبل العربي 774 يوليو/تموز 1985م).
وتوضح الإحصاءات التالية مدى وحقيقة اهتمام كل من إسرائيل والبلدان العربية بالعلم أساسا للنهوض والصحوة الحضارية، وسوف يبين لنا أن نكستنا الحضارية ليست أبدا بسبب الابتعاد عن أي شيء آخر سوى الابتعاد عن العلم إنجازا ومنهجا وإدارة لشئون الحياة والمجتمع، وتفاعلا مع العالم، ثم شيوع الأمية الثقافية والتعليمية الأبجدية، ناهيك عن لغة الاتصالات الإلكترونية؛ مما يؤكد عزلتنا الثقافية، ويكشف أسباب الردة إلى الفكر الخرافي.
تشير إحصائية في الكتاب السنوي لمنظمة اليونسكو، إصدار 1996م، إلى إجمالي المنشور من الكتب عام 1992م (تأليفا وترجمة).
البلد
تعداد مليون نسمة
إجمالي الإصدارات
علوم بحتة
علوم تطبيقية
العالم العربي
Página desconocida