El camino de la gloria para los jóvenes
طريق المجد للشباب
Géneros
ونحن حين نقرأ قصيدة، ونعجب بأبياتها، أو حين نقرأ قصة ونفكر في الأسلوب الذي اتخذه المؤلف، وفي الهدف الذي رسمه، نجد أنه إذا كان من الممتازين، قد ارتفع ببطله إلى صورة أو طراز هو في صميمه من فن الحياة.
فلم لا نمارس فن الحياة؟ ولم لا يرتفع الشاب إلى أن يكون كذلك البطل الذي يقرأ عنه، ويعجب به في القصص العالية.
هناك فنون كثيرة، كالرسم والبناء والنحت والموسيقى والغناء، وكلها فنون جميلة لا يعد الإنسان إنسانا إلا إذا كان قد أحس بجمالها أو مارس بعضها، ولكن هناك فنا هو فوق هذه الفنون جميعها وهو «فن الحياة»؛ أي: ماذا أنت صانع بحياتك؟ ما هو الهدف الذي ترمي إليه من هذا العمر الذي قد يبلغ 80 أو 100 سنة؟ ما هو بيت القصيد في هذا العمر؟ ثم أيضا ماهو الأسلوب الفني الذي تتخذه كي تحقق هذا الهدف؟
قد يقال: إن الأسلوب هو الفن، و'ن الهدف هو الفلسفة ولكن عند الرجل الحكيم الذي أينعت شخصيته يندمج الاثنان، بل ينعدم الثلاثة: الفن والفلسفة والحياة، جميعها شيء واحد والرجل الحكيم يصل إلى نوع من الحياة الفطرية، ليست حياة الضرورة الحيوانية، ولكنها حياة «لزوم ما لا يلزم» كما يقول المعري ، حياة الفن العالي الذي نستغني به عن عشرات الأشياء، ولكنا نطلب أشياء لا يطلبها العاميون غير الفنيين.
الفصل الخامس والخمسون
وقف الثروة على الأبناء
من الحوادث الصغيرة التي تحمل في معناها الدلالة الكبيرة أن أحد الأثرياء في الولايات المتحدة قصد إلى محام، وطلب إليه أن يحرر له وصية تكفل بقاء ثروته لأبنائه، ثم لأبنائهم وأحفادهم من بعدهم، خشية أن يبددها هؤلاء الأبناء والأحفاد، ثم يعيشون فقراء.
فسأل المحامي هذا الثري، ما هو عدد الأجيال التي تطمع في بقاء الثروة فيها؟ فأجاب الثري بأنه يرجو بقاءها في عشرة أجيال، فحسب المحامي عدد الجدود الذين يعد هذا الثري واحدا منهم إلى الجيل العاشر، فوجد أنهم يقاربون خمس مئة جد فقال له: ماذا يهمك أن تكون واحدا من خمس مئة جد حتى تعنى هذه العناية بالجيل العاشر؟
ونحن المصريين نعرف من وقف الثروة على الأبناء والأحفاد ماذا جره علينا هذا من المتاعب والأحقاد في العائلات، وأيضا ضياع الثروة لإهمال العناية بها.
والعبرة الأولى:
Página desconocida